جمعيات ومنظمات المجتمع المدنى

مؤتمر بصيرة الثاني لضعاف البصر: نحو مجتمع أكثر شمولًا واستقلالية

مؤتمر بصيرة الثاني لضعاف البصر: نحو مجتمع أكثر شمولًا واستقلالية

كتب د. وائل بدوى

شهدت القاهرة، خلال يومي 12 و13 فبراير 2025، انعقاد المؤتمر السنوي الإقليمي الثاني لضعاف البصر، والذي نظمته مؤسسة “بصيرة” تحت رعاية الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، والدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي. المؤتمر جاء ليؤكد على أهمية تعزيز الدمج الكامل لذوي الإعاقة البصرية، وضمان حصولهم على حقوقهم في التعليم والعمل والحياة الكريمة.

ناقش المؤتمر، الذي حضره نخبة من أطباء العيون والمتخصصين من مصر وخارجها، عدة محاور مهمة، أبرزها:

•تقييم وتصنيف ضعف البصر: عرض أحدث الطرق العالمية في هذا المجال.

•الوراثة والرعاية الطبية: استعراض أحدث البحوث حول التشخيص المبكر للأمراض الوراثية المؤثرة على البصر، وأساليب العلاج والتدخل السريع.

•دور التكنولوجيا: استعراض التطبيقات الذكية وتقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين حياة ضعاف البصر.

•التأهيل والدمج: تسليط الضوء على برامج التدريب والتأهيل لتمكين ذوي الإعاقة البصرية من تحقيق الاستقلالية.

أكدت الدكتورة هبة هجرس، المقررة الخاصة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بالأمم المتحدة، أن أكثر من 2.2 مليار شخص حول العالم يعانون من مشكلات بصرية، نصفهم كان يمكن الوقاية من إصابتهم. كما أشارت إلى أن نسبة ضعف البصر غير المعالج تتجاوز 80% في بعض المناطق الأفريقية، بينما تنخفض إلى أقل من 10% في الدول ذات الدخل المرتفع. وحذرت من أن استمرار النمو السكاني وارتفاع معدلات الشيخوخة سيؤدي إلى زيادة هذه الأرقام مستقبلًا.

خصص المؤتمر جلسة نقاشية حول استخدام التكنولوجيا الحديثة لدعم ذوي الإعاقة البصرية. أكد خلالها محمد سامي، المدير التنفيذي لشركة SAP مصر، على أهمية الحلول الرقمية، بينما تناول الدكتور طارق العبادي، مستشار مركز بحوث الذكاء الاصطناعي بشركة مايكروسوفت، أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقنيات القابلة للارتداء التي تساعد على تنقل ذوي الإعاقة البصرية بسهولة.

ناقش الدكتور أحمد طاهر، عضو مجلس إدارة مؤسسة بصيرة، ضرورة تهيئة بيئات العمل لاستيعاب ضعاف البصر، وطرح استراتيجيات لدعم المؤسسات في توفير فرص عادلة لهم، إلى جانب أهمية التدريب المستمر.

توصيات المؤتمر

خلص المؤتمر إلى مجموعة من التوصيات، من أبرزها:

1.تفعيل قوانين الدمج: إلزام المؤسسات الحكومية والخاصة بوضع سياسات واضحة لدمج ذوي الإعاقة البصرية.

2.التوعية المجتمعية: إطلاق حملات وطنية لإزالة الحواجز النفسية والاجتماعية التي تعيق اندماج ضعاف البصر.

3.الفحص المبكر: تعزيز برامج الكشف المبكر والتدخل السريع لتجنب تفاقم الإعاقات البصرية.

4.تكييف بيئات العمل: توفير بيئات عمل تتناسب مع احتياجات ضعاف البصر، وسنّ تشريعات تشجع على توظيفهم.

5.تعزيز البحث العلمي: تشجيع الابتكار في مجال تطوير أدوات تكنولوجية تساعد في تحسين جودة حياتهم.

6.دعم التكنولوجيا المساعدة: تطوير تطبيقات وأجهزة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتيسير حياتهم اليومية.

أكد المؤتمر على أن التكامل بين الرعاية الصحية، والتأهيل، والتكنولوجيا، والتوظيف، هو السبيل الأمثل لضمان حياة كريمة ومستقلة لذوي الإعاقة البصرية. كما شدد المشاركون على ضرورة استمرار التعاون بين مختلف القطاعات لتحقيق مجتمع أكثر شمولًا وإنصافًا.

تم نسخ الرابط بنجاح!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى