محاضرة علمية تُحلّق بأخلاقيات البيولوجيا نحو آفاق إنسانية جديدة
الدكتور محمد عبد الرازق: حين يتكلم الضمير العلمي

محاضرة علمية تُحلّق بأخلاقيات البيولوجيا نحو آفاق إنسانية جديدة
الدكتور محمد عبد الرازق: حين يتكلم الضمير العلمي
كتب ا د وائل بدوى
في واحدة من أكثر اللحظات عمقًا وتأثيرًا ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للكرسي العالمي لليونسكو في أخلاقيات البيولوجيا، ألقى الدكتور محمد عبد الرازق محاضرة علمية متميزة، حملت عنوانًا ضمنيًا: أن الأخلاق ليست ترفًا فلسفيًا، بل ضرورة علمية ومجتمعية لا غنى عنها.
بحضور نخبة من العلماء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، تناول الدكتور عبد الرازق بأسلوبه الرصين والإنساني، التحديات المعاصرة التي تواجهنا في ميادين الطب الحيوي، والهندسة الوراثية، والتقنيات الحديثة، مؤكدًا أن التقدم العلمي يجب أن يسير على قدمي العقل والضمير معًا.
لقد أبرزت المحاضرة قدرة الدكتور عبد الرازق على الربط بين التجربة المحلية والتوجه العالمي، حيث انطلق من الواقع العربي، بما يحمله من خصوصية ثقافية ودينية، ليُسهم في النقاش العالمي حول أخلاقيات البحث العلمي وتطبيقاته، دون أن يفقد الانتماء أو يسقط في التبعية.
حديث يوقظ الأسئلة قبل أن يقدم الإجابات
ما ميّز حديث الدكتور محمد عبد الرازق هو تلك الروح النقدية البناءة، التي لا تكتفي بتقديم الإجابات الجاهزة، بل تُعيد صياغة الأسئلة الجوهرية:
هل يمكن أن تُستخدم الجينات لتكريس التمييز بدلًا من التقدم؟
هل للعلم حدود أخلاقية تتجاوز القانون؟
من يملك جسد الإنسان بعد موته؟
كلها قضايا طرحها المتحدث بأسلوب يجعل الحضور يعيد النظر في المسلمات، ويفتح المجال لتفكير حر ومسؤول.
المحاضرة لم تكن مجرد استعراض معرفي، بل كانت حوارًا مفتوحًا مع الوعي الإنساني، انطلقت من موقع العالم الملتزم بقضايا مجتمعه، والمسؤول أخلاقيًا أمام العالم.
شكر للكرسي العالمي على هذا المنبر العلمي

ولا يسعنا في هذا السياق إلا أن نُثمّن عاليًا دور الكرسي العالمي لليونسكو في أخلاقيات البيولوجيا الذي أتاح هذا الفضاء العلمي الرفيع، ومكّن أصواتًا فكرية عربية، مثل صوت الدكتور محمد عبد الرازق، من أن تصل إلى المحافل الدولية بكل احترام وتقدير.
لقد أثبتت المحاضرة أن العالم العربي لا ينقصه الفكر ولا العمق، وإنما المنصات التي تتيح له التعبير والمشاركة في صياغة أخلاق العلم عالميًا. وهنا تتجلى أهمية هذا الكرسي البحثي بوصفه بوابة للحوار، ومنصة لبناء مستقبل تتعايش فيه القيم مع الاكتشافات، ويُعاد فيه الإنسان إلى مركز الاهتمام العلمي.