الأرصاد الجويةالطقس والارصاد الجويةتكنولوجيا

تحذير علمي شديد اللهجة: موجات الحرارة تتصاعد ومركز معلومات تغير المناخ يصدر توصيات عاجلة

تحذير علمي شديد اللهجة: موجات الحرارة تتصاعد ومركز معلومات تغير المناخ يصدر توصيات عاجلة

القاهرة – ٢٤ يوليو ٢٠٢٥

كتب ا. د. وائل بدوى

في رسالة صوتية عاجلة حملت نبرة استثنائية من التحذير والجدية، وجّه الأستاذ الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ والطاقة المتجددة والنظم الخبيرة، إنذارًا علميًا واضحًا بشأن ما تشهده مصر والمنطقة من ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة، مؤكدًا أن الأمر يتجاوز الظواهر الموسمية المعتادة ويدخل في نطاق التغير المناخي المتسارع عالميًا.

 

الحرارة لا ترتفع صدفة… بل نتيجة علمية معقدة

في رسالته، أوضح د. فهيم أن ارتفاع درجات الحرارة الحالية يرتبط بشكل مباشر بخلل في الدورات المناخية الإقليمية، ووجود موجات حرارة عابرة للحدود ناجمة عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتزايد الاحتباس في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي، إضافة إلى اضطراب حركة الرياح الساخنة القادمة من الصحراء الكبرى.

وأضاف أن هذه التغيرات ليست مؤقتة أو ظرفية، بل تتكرر بصورة أشد في السنوات الأخيرة، مما ينذر بتحول المناخ المصري إلى نمط أكثر تطرفًا في درجات الحرارة خلال أشهر الصيف، وهو ما يستوجب أعلى درجات الحذر من جميع القطاعات. 

توصيات عاجلة للمواطنين والمزارعين

بناءً على التحليل العلمي للوضع الحالي، أصدر مركز معلومات تغير المناخ مجموعة من الإرشادات الوقائية العاجلة، أبرزها:

  •  تجنب التعرض المباشر للشمس من الساعة 11 صباحًا حتى 4 عصرًا.
  • الإكثار من شرب الماء والسوائل الباردة، وتجنب المجهود البدني في أوقات الذروة.
  • عدم ترك الأطفال أو الحيوانات الأليفة داخل السيارات حتى لو لفترة قصيرة.
  • ارتداء الملابس القطنية الفاتحة واستخدام واقيات الشمس.
  • للمرضى وكبار السن: ضرورة البقاء في أماكن جيدة التهوية أو مكيّفة.

وفيما يخص القطاع الزراعي، نبّه د. فهيم إلى ضرورة:

  • ري المحاصيل في الساعات الأولى من الصباح أو بعد الغروب لتقليل تبخر الماء.
  • استخدام شبكات تظليل خفيفة للمزارع الحساسة.
  • مراقبة أعراض الجفاف والإجهاد الحراري على النبات، خاصة في محصولي الذرة والأرز.

 

الوعي البيئي مسؤولية جماعية

أكد د. فهيم في ختام رسالته أن التغيرات المناخية لم تعد مسألة نظرية أو تخص “المستقبل البعيد”، بل أصبحت واقعًا نعيشه الآن، بأثره على الصحة العامة، والزراعة، والطاقة، وحتى الأمن الغذائي والمائي.

وأشار إلى أن التعامل مع هذه التحديات يتطلب تعاونًا حكوميًا وشعبيًا، وإدماج مفهوم “التأقلم المناخي” في كل مستويات التخطيط التنموي، بدءًا من المناهج الدراسية، وصولًا إلى مشاريع البنية التحتية.

“الرسالة وصلت”… هل نستجيب؟

رسالة الدكتور محمد علي فهيم تمثل ناقوس خطر علمي ومهني، صادر عن جهة ذات ثقل أكاديمي وعلمي، وهو مركز معلومات تغير المناخ الذي يلعب دورًا محوريًا في تحليل البيانات البيئية، ودعم صُنّاع القرار بالمعلومات والسيناريوهات المستقبلية.

فهل نلتقط الرسالة؟ وهل نرتقي بردّ فعلنا إلى مستوى التحدي؟

إن ارتفاع الحرارة ليس مجرد طقس حار… بل هو مقياس لحجم الخطر الذي نواجهه جميعًا.

تم نسخ الرابط بنجاح!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى