تكنولوجيا

الذكاء الاصطناعي يقود التحوّل العالمي: أبرز 7 ملامح من تقرير IDCA لعام 2025

الذكاء الاصطناعي يقود التحوّل العالمي: أبرز 7 ملامح من تقرير IDCA لعام 2025

بقلم: ا. د. وائل بدوى

في ظل التحوّلات السريعة التي يشهدها العالم الرقمي، يأتي تقرير الذكاء الاصطناعي العالمي لعام 2025 الصادر عن المؤسسة الدولية للبيانات والبنية التحتية (IDCA) ليقدّم رؤية شاملة حول كيف أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) ليس فقط أداة، بل ركيزة أساسية في بناء اقتصادات الغد.

يعرض التقرير سبعة محاور رئيسية تمثل جوهر التحوّل العالمي في الاقتصاد والتقنية والبنية التحتية والسيادة الرقمية، نستعرضها هنا بإيجاز تحليلي:

الذكاء الاصطناعي: 

أولوية قصوى ومحرك للاقتصاد الرقمي

تحوّل الذكاء الاصطناعي من تقنية واعدة إلى أولوية استراتيجية:

  • 87% من الشركات حول العالم تعتبره أولوية قصوى.
  • 76% تطبّقه بالفعل ضمن عملياتها.
  • 69% تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في وظائفها الأساسية.
  • ويؤكد 72% من القادة العالميين أن الذكاء الاصطناعي هو “المغيّر الرئيسي” في بناء اقتصادات المستقبل.

ووفقًا للتقرير، فإن حجم الاقتصاد الرقمي العالمي يبلغ 16 تريليون دولار، ومن المتوقع أن يتجاوز سوق الذكاء الاصطناعي تريليون دولار بحلول عام 2030.

البنية التحتية: 

الركيزة الصلبة وراء كل ذكاء اصطناعي

يشير التقرير إلى أن استدلال الذكاء الاصطناعي (Inference) كما في ChatGPT يتطلب قدرة معالجة بالبيتافلوب، أما تدريب النماذج فيحتاج إلى قدرة إكسافلوب.

ويوضح أن تكلفة بناء مراكز البيانات تتراوح بين 7 و12 مليون دولار لكل ميجاوات، إضافة إلى تكاليف تشغيل سنوية قد تصل إلى مليوني دولار لكل ميجاوات—ما يعكس ضخامة الاستثمارات المطلوبة لتشغيل الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع.

إنفيديا: 

اللاعب المسيطر على مسرّعات الذكاء الاصطناعي

وفقاً لتقرير IDCA، تُهيمن إنفيديا (NVIDIA) على السوق، بحصة تبلغ 90% من سوق مسرّعات الذكاء الاصطناعي في مراكز البيانات، تليها AMD بنسبة 6%، ثم إنتل (Intel) بنسبة 2% فقط.

هذا يبرز الاعتماد الكبير على مورد تقني واحد، ما يُثير تساؤلات حول تنويع سلاسل التوريد في المستقبل.

الذكاء الاصطناعي الوكيلي: 

نقلة ما بعد البحث التلخيصي

يمثّل الذكاء الاصطناعي الوكيلي الجيل الجديد من الأنظمة الذكية، حيث يتم تنفيذ المهام استباقيًا وبأقل إشراف بشري.

في الربع الأول من 2025، قامت 42% من الشركات بتطبيق وكلاء ذكاء اصطناعي في وظيفة عمل واحدة على الأقل، ما يعكس تسارع الاعتماد على الأتمتة الذكية.

الروبوتات البشرية: 

الذكاء الاصطناعي في شكل مجسّد

الروبوتات البشرية لم تعد من خيال أفلام الخيال العلمي:

  • حجم سوقها يُقدّر بـ 3.9 مليار دولار في 2025.
  • يُتوقع أن يصل إلى 17.3 مليار دولار بحلول 2030.
  • كل روبوت يولّد شهريًا ما بين 5 إلى 8 تيرابايت من البيانات التشغيلية.

هذا يعكس حجم البيانات الهائل الناتج عن الأتمتة الفيزيائية والتحديات في تخزينها وتحليلها.

الدمج بين الحوسبة الكمية والذكاء الاصطناعي: 

الخطوة الهجينة القادمة

بحلول عام 2035، من المتوقع توفر بيئات كمومية فعّالة، وهو ما سيؤدي إلى دمج قدرات الحوسبة الكمية مع الذكاء الاصطناعي.

هذه الشراكة ستعزّز قدرات مثل:

  • تدريب النماذج الكبيرة بسرعة غير مسبوقة.
  • المحاكاة المعقدة التي تتطلب مستويات حسابية عالية.

النتيجة؟ طفرة غير مسبوقة في السرعة والدقة والفعالية.

السيادة والمسؤولية: 

مستقبل الذكاء الاصطناعي مرهون بالأخلاق والاستقلال الرقمي

يؤكد التقرير على أهمية “سيادة الذكاء الاصطناعي”، أي قدرة الدولة على:

  • تطوير بنيتها التحتية الخاصة بالذكاء الاصطناعي.
  • التحكم في بياناتها وبرمجياتها داخليًا.
  • ضمان نشر الذكاء الاصطناعي بمسؤولية وأخلاقيات وعدالة.

ويتزايد الاهتمام الدولي بهذه القضية، خاصة مع تزايد الاعتماد على نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي والتفاعلي.

 

 

من أداة إلى بنية استراتيجية

لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة تحسين للأعمال، بل بنية تحتية ومكون أساسي في صلب الاقتصاد والسيادة والتقدّم التكنولوجي.

تقرير IDCA لعام 2025 يقدّم نظرة واقعية ودقيقة على حجم التحديات والفرص، ويوجّه رسالة واضحة:

من لا يستثمر في الذكاء الاصطناعي اليوم، لن يكون جزءًا من اقتصاد الغد.

تم نسخ الرابط بنجاح!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى