
فصل دراسي شتوي لطلاب الجامعات الخاصة والأهلية في مصر: خطوة مرنة نحو دعم التخرج
كتب ا. د. وائل بدوى
في استجابة عملية لاحتياجات طلاب الجامعات الخاصة والأهلية الحكومية في مصر، أقرّ مجلسا الجامعات الخاصة والأهلية استحداث فصل دراسي شتوي لأول مرة في تاريخ هذه المؤسسات، يُخصص للطلاب الدارسين بنظام الساعات المعتمدة، بهدف تيسير التخرج دون تأخير في حال نقص عدد محدود من الساعات.
القرار يمثل نقلة نوعية في آليات المرونة التعليمية، ويستجيب لمطالب متكررة من الطلاب الذين كانوا يواجهون تحديًا كبيرًا في إنهاء دراستهم الجامعية بسبب فقدان 3 ساعات معتمدة فقط حالت دون استيفاءهم متطلبات التخرج في دور يوليو من كل عام.
تفاصيل القرار: مرونة بضوابط أكاديمية
بحسب ما أكده د. عبدالوهاب عزت، أمين مجلس الجامعات الخاصة، فإن القرار ينص على:
• إضافة فصل دراسي شتوي واحد فقط خلال فترة الدراسة بالكلية، بشرط أن يكون الطالب على وشك التخرج في دور يوليو القادم.
• يسمح الفصل الشتوي للطالب بدراسة حد أقصى 3 ساعات معتمدة فقط.
• لا يُحتسب هذا الفصل كدور تخرج مستقل، وإنما هو مكمّل للفصل الدراسي الثاني.
• لا يؤثر هذا القرار على عدد الساعات الأصلية المسموح بها في الفصل الدراسي الثاني (18 ساعة)، والتي يمكن زيادتها إلى 23 ساعة في حالة التخرج.
الهدف من القرار هو منح فرصة للطالب لاستكمال النقص المحدود في الساعات دون اضطراره للبقاء سنة كاملة لأجل دراسة مادة أو مادتين، وهو أمر كان يؤثر نفسيًا ومهنيًا على عدد كبير من الطلاب في السنوات الأخيرة.
شروط تنفيذ الفصل الشتوي:
لضمان الجودة والعدالة الأكاديمية، لن يتم فتح الفصل الشتوي تلقائيًا، بل وفق ضوابط محددة:
• يجب أن يتوفر عدد كافٍ من الطلاب المحتاجين لنفس المادة، حتى يمكن فتح شعبة دراسية لهم.
• توفُّر أعضاء هيئة تدريس مؤهلين ومستعدين للتدريس خلال هذا الفصل المحدود زمنيًا (عادة في شهر يناير).
• يُسمح للطالب بالاستفادة من هذا الفصل مرة واحدة فقط خلال دراسته بالكامل.
علاقة القرار بالفصل الصيفي:
القرار الجديد لا يُلغِ نظام الفصل الصيفي المطبق منذ سنوات، والذي يُعد ميزة أكاديمية مهمة. هذا الفصل يُفتح كل عام خارج إطار الفصلين التقليديين، ويُتاح فيه للطلاب دراسة ما يصل إلى 9 ساعات معتمدة، مما يُمكّن البعض من التخرج المبكر، خاصة في الكليات الهندسية والإدارية.
فمثلاً، يمكن لطالب في كلية الهندسة (144 ساعة معتمدة) أن يُنهي دراسته في 4 سنوات بدلاً من 5، إذا التحق بانتظام بالفصل الصيفي.
أما كليات الطب، التي يصل عدد الساعات المعتمدة بها إلى 216 ساعة، فلا ينطبق عليها هذا النموذج بنفس الطريقة، إذ يحتاج الطالب إلى ثلاثة فصول دراسية في السنة الأخيرة وحدها.
أهمية القرار:
• تقليل الهدر الزمني للطلاب، والحد من التأخير في التخرج لأسباب بسيطة.
• تحفيز الطلاب على تحسين خططهم الدراسية والاستفادة من المرونة المتاحة.
• رفع معدلات التخرج السنوي، وبالتالي تقليل الضغط على المؤسسات التعليمية.
الخلاصة:
قرار إضافة فصل دراسي شتوي يُعد نقلة مهمة في مسار التعليم الجامعي الخاص والأهلي في مصر، وهو يعكس تفهم صانعي القرار لحاجة الطلاب إلى حلول عملية تتوافق مع التحديات الواقعية التي يواجهونها. كما أنه يُظهر تطورًا في البنية الفكرية للجامعات المصرية، التي بدأت تعتمد آليات تعليم مرنة ومتكاملة، على غرار ما هو مطبق في أنظمة التعليم العالمية.