تكنولوجيافن

الاتحاد العربي للإعلام والثقافة… انطلاقة استراتيجية نحو وعي عربي مشترك

الاتحاد العربي للإعلام والثقافة… انطلاقة استراتيجية نحو وعي عربي مشترك

كتب ا. د. وائل بدوى

في خطوة بالغة الأهمية نحو صياغة رؤية عربية موحدة للإعلام والثقافة، أعلنت الدكتورة حنان يوسف، رئيسة الاتحاد العربي للإعلام والثقافة، عن الانطلاقة الفعلية والعملية لأشغال الاتحاد، باعتباره أول كيان عربي يجمع بين رموز الإعلام والمثقفين من مختلف أرجاء الوطن العربي تحت مظلة واحدة.

جاء الإعلان خلال ندوة صحفية رسمية، أوضحت خلالها أن الاتحاد حصل على تأشيرة انطلاقه رسميًا في نهاية مارس الماضي، تحت إشراف المنظمة العربية للحوار والتعاون الدولي، مشيرة إلى أن المؤتمر التأسيسي الرسمي للاتحاد سيُعقد في نهاية يونيو المقبل بالقاهرة، بمشاركة ممثلين من كافة الدول العربية ونخبة من كبار الإعلاميين والمثقفين وصنّاع الرأي.

اتحاد الإعلام والثقافة: ركيزة للهوية العربية

تأسيس الاتحاد العربي للإعلام والثقافة لا يمثل مجرد كيان تنظيمي جديد، بل خطوة استراتيجية نحو تعميق الروابط الثقافية، وتعزيز التكامل بين الإعلام والثقافة كعنصرين لا يمكن فصلهما في تشكيل وعي الأمة.

فكما أوضحت الدكتورة حنان يوسف، يسعى الاتحاد إلى خدمة الشعوب العربية وتعزيز حضورها الحضاري والثقافي في ظل تحديات العصر الرقمي والعولمة الثقافية.

خلال الندوة، أكدت الإعلامية صوفية الهمامي، ممثلة الاتحاد في تونس، على التحديات الكبرى التي تواجه الإعلام التونسي، مشيرة إلى التدهور الحاصل في الأداء الإعلامي رغم جهود الإصلاح.

وأعربت عن أملها في أن يشكل الاتحاد العربي للإعلام والثقافة إطارًا جامعًا يدعم التحول نحو صحافة مهنية وذات جودة في العالم العربي.

وقدمت الهمامي عرضًا متكاملًا لأهداف الاتحاد، منها:

  • إبراز دور الإعلام في توثيق وحفظ التراث الثقافي،
  • تعزيز العلاقة بين الإعلام والثقافة في بناء القيم المجتمعية،
  • دعم الإعلام الثقافي والتنويري في مواجهة موجات التزييف والتفاهة،
  • والتأكيد على مواكبة التحولات الرقمية في الإعلام المعاصر.

 

من جانبه، شدد الدكتور أحمد أبو داود، ممثل الجزائر، على أن الاتحاد يأتي كضرورة ملحّة في ظل فوضى المشهد الإعلامي العربي، وغياب المعايير الواضحة بين الإعلامي المحترف ومن يمارس “صحافة المواطن” دون ضوابط.

وأكد أن الاتحاد يجب أن يكون جسرًا للتشبيك بين الإعلاميين والمثقفين العرب، داعيًا إلى وضع ميثاق مهني يضمن احترافية الأداء الإعلامي، قائلًا:

“الثقافة والإعلام صنوان لا يمكن فصلهما، فالإعلام بلا ثقافة أداة فارغة، والثقافة دون إعلام، لا تصل ولا تؤثر.”

 

الإعلامي السعودي خالد المجرشي اختصر رؤيته في عبارة بليغة:

“أي إعلام بلا ثقافة لا قيمة له، بل قد يتحول إلى إعلام هدم وفتن.”

فيما أكدت الدكتورة ست البنات حسن، ممثلة السودان، أن مشاركة السودان تنبع من وعي عميق بدور الإعلام والثقافة في بناء وعي الشعوب وتعزيز روابطها الحضارية.

وأشادت بتاريخ السودان الثقافي، معتبرة أن توقيت تأسيس الاتحاد مثالي للبدء في مسار عربي مشترك يعيد الاعتبار للإعلام كأداة لبناء وليس للهدم.

 

انطلاقة الاتحاد العربي للإعلام والثقافة ليست مجرد إعلان رسمي، بل هي بداية مسار طويل لإعادة صياغة دور الإعلام في الوطن العربي، وربطه عضوياً بثقافة عميقة الجذور، تمتد من المحيط إلى الخليج.

هو نداء لأن يعود الإعلام رسالة تنوير ومسؤولية، ويكون للثقافة منبر قوي يعبّر عنها وينقلها إلى الأجيال القادمة.

وفي زمن تختلط فيه الأصوات وتتشظى الرسائل، يبقى تأسيس هذا الاتحاد خطوة باتجاه الوضوح، والهوية، والانتماء العربي المتجدد.

تم نسخ الرابط بنجاح!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى