🎙️ في مثل هذا اليوم.. عيد الإعلاميين والإذاعة المصرية: من الماضي إلى المستقبل مع الذكاء الاصطناعي 🎙️

🎙️ في مثل هذا اليوم.. عيد الإعلاميين والإذاعة المصرية: من الماضي إلى المستقبل مع الذكاء الاصطناعي 🎙️
كتب ا. د. وائل بدوى
في يوم 31 مايو 1934، انطلق أول بث إذاعي رسمي في مصر، مُعلِنًا ميلاد الإذاعة المصرية، ومُشكّلًا وعي أجيالٍ متعاقبة عبر الأثير. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا اليوم عيدًا رسميًا للإذاعة، وتحوّل لاحقًا إلى “عيد الإعلاميين” ليواكب اتساع رقعة الإعلام وتنوع وسائطه. واليوم، نحتفل بمرور 91 عامًا على أول بث إذاعي رسمي، ونسترجع سويًا محطات خالدة وولادات إعلامية متزامنة أعادت تشكيل الوعي المصري والعربي.
في هذا اليوم أيضًا:
- تحتفل إذاعة الشرق الأوسط بعيدها الـ61 (1964).
- وتكمل القناة الرابعة – الدلتا عامها الـ37 (1988).
- وتُطفئ قناة النيل الدولية شمعتها الـ31 (1994).
- وتبلغ كل من نايل سبورت، نايل فاميلي، نايل الثقافية، نايل التعليمية، ونايل الأخبار عامها الـ27، حيث انطلقت جميعًا في 31 مايو 1998، في حدث إعلامي موحد غير مسبوق.
لقد مثّل هذا التاريخ محطة انطلاق لموجات التنوير والترفيه، ولعبت الإذاعة والتلفزيون دورًا محوريًا في تشكيل الوجدان المصري والعربي، بل وكانت قاطرة للتعليم والثقافة والتعبئة الوطنية في مراحل مفصلية من التاريخ الحديث.
لكن في ظل الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، يُطرح سؤال جوهري: هل ستظل هذه المنابر قادرة على الحفاظ على هويتها؟ وهل يمكنها أن تُعيد اختراع نفسها في عصر منصات البث التدفقي، والمحتوى المولَّد بالذكاء الاصطناعي، والجمهور الرقمي المتغير؟

في هذا السياق، جاء تعليق المخرج والباحث الإعلامي أ. أحمد عبد العليم قاسم، صاحب مبادرة “Stand By AI”، حيث قال:
“الاحتفال بعيد الإعلام هذا العام يتجاوز حدود الذكرى، ويطرح علينا مسؤولية التحديث والتكامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي. علينا ألا نكتفي بالاحتفاء بالماضي، بل أن نُصمم المستقبل، حيث يعمل الإعلام التقليدي جنبًا إلى جنب مع الإعلام الذكي في خدمة الوعي العام والحقيقة.”
إن مبادرة “Stand By AI” التي أطلقها أ. أحمد عبد العليم تمثل دعوة استباقية لإعادة هندسة العلاقة بين الإعلام والذكاء الاصطناعي، بحيث يتحول الذكاء الاصطناعي من مجرد أداة إلى شريك مسؤول، مع الحفاظ على القيم التحريرية، والهوية الثقافية، والمهنية الإعلامية.
اليوم، لم تعد الإذاعة وحدها سيدة الصوت، ولا التلفزيون وحده مالك الصورة. بل أصبحنا نعيش في عالم “الوسائط المندمجة”، حيث تتلاقى الإذاعة والبودكاست، التلفاز ويوتيوب، الصحافة والتدوين، والتقارير والبيانات الضخمة.
وها هو 31 مايو يتجدد، لا فقط كذكرى، بل كدعوة صريحة لكل إعلامي ومؤسسة أن تنظر في مرآة الذكاء الاصطناعي وتسأل نفسها:
هل نحن مستعدون للمستقبل… أم لا زلنا نعيش في موجات البث القديمة؟
كل عام والإعلام المصري والعربي بخير… إعلام متجدد، مسؤول، ومؤثر.