
الذكاء الاصطناعي وصناعة الإنسان: من التهديد إلى الفرصة في المؤتمر التدريبي التربوي السادس
كتب ا. د. وائل بدوى
ضمن فعاليات المؤتمر التدريبي التربوي السادس المنعقد بالقاهرة في 28 يونيو 2025 تحت شعار “التفكير وصناعة الإنسان”، برزت ورقة العمل التي قدمها الأستاذ الدكتور وائل بدوي كإحدى أبرز الفعاليات الفكرية في جدول المؤتمر، والتي حملت عنوانًا محوريًا:
“تأثير الذكاء الاصطناعي على التفكير وصناعة الإنسان: إيجابيات وسلبيات وفرص واعدة”.
الذكاء الاصطناعي والتربية: تلاقي العلم والإنسان
تناولت الورقة العلمية للأستاذ الدكتور وائل بدوي، عضو مجلس بحوث الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والأستاذ بكليات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، أبعادًا متعددة للتأثير العميق للذكاء الاصطناعي على المنظومة التعليمية، وسلوك الإنسان المعرفي، ومهارات التفكير النقدي والإبداعي.
وقد ركزت الورقة على المحاور التالية:
- إيجابيات الذكاء الاصطناعي في تطوير مهارات الإنسان، مثل التخصيص التعليمي، والتعليم التكيفي، وتوفير فرص تعلم مدى الحياة.
- السلبيات الكامنة، مثل التبعية المعرفية للأنظمة الذكية، وتراجع ملكات التحليل البشري، وخطر الاستبدال الوظيفي.
- الفرص الواعدة التي يمكن أن يستثمرها المربون والمخططون لصناعة إنسان قادر على التفكير والتفاعل في عصر تحكمه الخوارزميات.
شركاء المعرفة وصناع التأثير
تم تنظيم المؤتمر برعاية عدد من المؤسسات التدريبية والأكاديمية الرائدة، من بينها:
- WinYourBrand
- International Academy of Training and Management Sciences (IATMS)
- مؤسسات شريكة مثل: Leaders Academy، SMART، Mentality، مركز سمارت الدولي، ومؤسسة ماسترمايندز.
ويأتي هذا التنوع المؤسسي ليجسد مبدأ “التكامل لا التنافس”، ويكرّس التعاون العربي في مجالات التطوير التربوي والتقني.
التفكير… صناعة متجددة في زمن متحول
لقد شكّل هذا المؤتمر فرصة نوعية لإعادة تعريف العملية التربوية في ضوء تحولات الذكاء الاصطناعي، وتحديات المستقبل القريب. كما أكد المشاركون على ضرورة:
- دمج أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل نقدي وتربوي في التعليم
- إعادة صياغة المناهج التربوية لبناء الإنسان المفكر قبل المستخدم
- دعم البحث العلمي العربي في مجالات تقنيات التفكير والذكاء
كلمة أخيرة: من التعليم إلى التكوين
المؤتمر لم يكن مجرد منصة تدريبية، بل جسد توجهًا استراتيجيًا نحو بناء الإنسان العربي المفكر والمنتج في عالم شديد التغير. وبينما يفرض الذكاء الاصطناعي نفسه بقوة على المشهد العالمي، كان لزامًا أن يكون صناعة الإنسان المفكر هي الأولوية القصوى.
ومن هنا، فإن ورقة العمل التي قدمها أ.د. وائل بدوي تُعد إشارات واضحة على بداية تحول نوعي في الفكر التربوي العربي.