
مجلس الشيوخ يناقش إعادة هيكلة كليات التربية وخطة لمواجهة التنمر بالمدارس ويُحيل تقارير هامة للحكومة
كتب ا د وائل بدوى
عقد مجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، جلسته العامة التي استعرض خلالها عدداً من طلبات المناقشة العامة والقضايا المهمة المطروحة على الساحة الوطنية، وعلى رأسها قضايا التعليم، التربية، مكافحة التنمر، وجهود غرس القيم الإنسانية والأخلاقية في المجتمع المدرسي، إلى جانب ملفات تتعلق بالطاقة، البنية التحتية، والصناعات الوطنية.
مواجهة التنمر وترسيخ القيم الأخلاقية في المدارس
جاء في صدارة جدول أعمال الجلسة طلب مناقشة قدمته النائبة راندا مصطفى وأكثر من عشرين نائبًا، لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن الآليات التي تعتمدها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لتعميق وغرس القيم الأخلاقية والإنسانية في نفوس الطلاب، ومكافحة ظاهرة التنمر والعنف داخل المدارس.
كما ناقش المجلس طلب النائبة ريهام عفيفي، المدعوم من أكثر من عشرين نائبًا، حول جهود الوزارة في توعية الطلاب وتنمية مهاراتهم لمواجهة ظاهرة التحرش بكافة صوره اللفظية والجسدية، فضلًا عن طلب النائبة عائشة هاشم الذي تناول دور الدولة في مكافحة التنمر وضرورة تفعيل السياسات الوقائية والردعية.
وتعكس هذه المناقشات إدراك المجلس العميق للتحديات التي تواجه العملية التعليمية وتماسك النسيج المجتمعي، خاصة مع تصاعد مظاهر العنف اللفظي والجسدي في بعض المدارس، والحاجة لتضافر الجهود الرسمية والمجتمعية للحد منها.
إعادة هيكلة كليات التربية وتطوير التعليم الجامعي
وفي سياق متصل، أحال مجلس الشيوخ تقارير هامة إلى الحكومة منها تقرير لجنة التعليم والبحث العلمي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حول تطوير منظومة التعليم الجامعي والبحث العلمي، ودراسة آليات إعادة هيكلة كليات التربية بما يلبي احتياجات العصر، إلى جانب تحسين جودة النظام البحثي والتكنولوجي وتوجيهه للتخصصات ذات الأولوية الوطنية.
وتطرق التقرير أيضاً إلى تطوير نظام البعثات الخارجية وتعزيز مشاركة العلماء المصريين بالخارج في دعم أجندة البحث العلمي المحلي.
الطاقة والصناعة والطرق: ملفات أخرى على الطاولة
لم تقتصر مناقشات مجلس الشيوخ على التعليم، بل شملت أيضاً ملفات اقتصادية وتنموية بارزة، إذ ناقش تقرير لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة حول استغلال وادي السيليكون المصري، وخطط الحكومة لضمان استدامة الطاقة وتعظيم مشاركة القطاع الخاص في مشروعات الطاقة النظيفة.
كذلك استعرضت الجلسة تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الصناعة والتجارة ومكتب لجنة الشئون المالية حول دعم المكون المحلي في صناعة السيارات، إضافة إلى سلسلة من تقارير لجنة الإسكان والإدارة المحلية والنقل بشأن إنشاء وتطوير كباري وطرق في قنا والمنيا والإسماعيلية والدقهلية والبحيرة والقليوبية، وتوصيل الصرف الصحي في سوهاج وأسوان.
قضايا إنسانية وثقافية: من كبار السن إلى الصحافة والدوبلاج
كما ناقش المجلس عدة اقتراحات برغبة مقدمة من النواب، شملت تعزيز الرعاية الصحية والنفسية لكبار السن، وعودة الدعم السنوي لنوادي الثقافة والمسنين، وإنشاء متحف للصحافة المصرية لتوثيق تاريخها، فضلاً عن بحث دور التعليق الصوتي (الدوبلاج) في تعزيز قوة مصر الناعمة، وتطوير جامع الأزرق التاريخي بالدرب الأحمر.
تأكيد على احترام الوقت وإحالة التوصيات للحكومة
في ختام الجلسة، أكد رئيس المجلس المستشار عبد الوهاب عبد الرازق على ضرورة التزام الأعضاء بالوقت المحدد للمداخلات الذي لا يتجاوز دقيقتين لكل نائب لضمان انتظام سير الجلسات وإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المشاركات.
كما قرر المجلس إحالة مجمل تقارير اللجان النوعية التي تمت مناقشتها إلى الحكومة لتنفيذ ما ورد بها من توصيات، في خطوة تعكس حرص مجلس الشيوخ على متابعة أداء الأجهزة التنفيذية وتفعيل دور الرقابة البرلمانية في مختلف القطاعات.
ختامًا: تعكس جلسة مجلس الشيوخ الأخيرة اتساع دائرة اهتمام المجلس بقضايا تمس المواطن مباشرة، بدءًا من التعليم والقيم الأخلاقية، مرورًا بالطاقة والصناعة، وصولًا إلى البنية التحتية والهوية الثقافية، وهو ما يكرس دوره كغرفة تشريعية شريكة في صياغة أولويات الدولة المصرية وخططها المستقبلية.