مصر تعزز حضورها الدولي في قطاع الفضاء خلال اجتماع رؤساء وكالات البريكس 2025

مصر تعزز حضورها الدولي في قطاع الفضاء خلال اجتماع رؤساء وكالات البريكس 2025
كتب ا د وائل بدوى
في خطوة تعكس حرصها على ترسيخ مكانتها في مجال الفضاء وتعزيز شراكاتها الدولية، شاركت مصر بقوة في اجتماع رؤساء وكالات الفضاء لدول مجموعة البريكس، الذي انعقد هذا الأسبوع في العاصمة البرازيلية برازيليا، ضمن فعاليات رئاسة البرازيل لدورة البريكس لعام 2025.
وترأس وفد مصر الرسمي الأستاذ الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، الذي لعب دوراً محورياً في إبراز الرؤية المصرية الطموحة نحو التعاون الفضائي وتطوير تكنولوجيا الفضاء لخدمة أهداف التنمية المستدامة.

حضور مصري لافت ضمن منصة البريكس الموسعة
مجموعة البريكس، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، شهدت هذا العام انضمام دول جديدة مؤثرة، منها مصر، التي أصبحت عضواً فاعلاً ضمن هذا التكتل العالمي المتنامي. وانعكس هذا الانضمام بوضوح في تفاعل الوفد المصري مع أجندة الاجتماع، التي تركزت حول القضايا الاستراتيجية، أبرزها: الذكاء الاصطناعي، مكافحة تغير المناخ، تعزيز الحوكمة العالمية، وتضييق الفجوة التكنولوجية بين الدول الأعضاء.
وفي بيان رسمي أصدرته وكالة الفضاء المصرية، أكدت أن المشاركة تأتي “ترسيخاً لدور مصر الريادي في المشهد الفضائي الإقليمي والدولي، وحرصها على الإسهام في صياغة مستقبل أكثر استدامة وعدالة تكنولوجية.”

مبادرة تاريخية: كوكبة أقمار صناعية من أجل التنمية المستدامة
أبرز ما خرج به الاجتماع كان مناقشة مبادرة إنشاء كوكبة أقمار صناعية لدعم أهداف التنمية المستدامة، وهي مبادرة طموحة من المتوقع الإعلان عنها رسمياً خلال فعاليات مؤتمر الأطراف COP30 المزمع عقده لاحقاً هذا العام.
تسعى هذه المبادرة إلى توظيف تكنولوجيا الفضاء في خدمة قضايا البيئة، الزراعة، وإدارة الكوارث الطبيعية، ما يجعلها حجر أساس لشراكة تقنية وإنسانية بين دول البريكس الموسعة.
وقد أكد الدكتور شريف صدقي خلال مداخلته أن “مصر تضع خبراتها وخططها الطموحة لتوسيع بنيتها التحتية الفضائية في خدمة هذه المبادرة الواعدة”، مشيراً إلى أن التعاون الفضائي لم يعد ترفاً، بل أصبح ضرورة لمواجهة التحديات المناخية والاقتصادية الراهنة.

تضييق الفجوة التكنولوجية وتطوير الكوادر البشرية
كما ناقش الاجتماع آليات دعم وكالات الفضاء في الدول حديثة الانضمام، بما في ذلك تبادل الخبرات، وإقامة برامج تدريبية مشتركة، وتطوير الموارد البشرية المتخصصة في علوم الفضاء.
وفي هذا الإطار، اقترحت مصر إنشاء منصة تدريب فضائي إقليمية تستضيفها القاهرة، لتكون نقطة انطلاق لتأهيل جيل جديد من العلماء والمهندسين في مجال الفضاء، خاصة من الدول الإفريقية والدول النامية.
لقاءات ثنائية وزيارات ميدانية
على هامش الاجتماعات، عقد الوفد المصري لقاءات ثنائية مهمة مع نظرائه من الهند، البرازيل، والإمارات العربية المتحدة، تناولت فرص التعاون الثنائي في إطلاق الأقمار الاصطناعية، وتطوير أنظمة الملاحة الفضائية، والتصنيع المشترك.
كما زار الوفد مركز عمليات الفضاء البرازيلي (COPE)، حيث اطلع على أحدث التقنيات المستخدمة في تشغيل وإدارة الأقمار الصناعية، مما فتح آفاقاً جديدة للتعاون في مجالات الرصد الأرضي والتصوير الفضائي.
نظرة مستقبلية
تعكس مشاركة مصر النشطة في هذا الحدث الدولي قناعتها بأن الاستثمار في علوم الفضاء أصبح أحد مفاتيح التنمية المستدامة والأمن القومي، وأنها مصممة على أن تكون جزءاً من الحراك العالمي الذي يعيد رسم حدود الابتكار والاتصال.
ومن المتوقع أن تترجم هذه المشاركة إلى مشروعات مشتركة ملموسة خلال الأعوام القادمة، تؤكد التزام مصر ببناء اقتصاد فضائي متطور، وتعزز من قدرتها على استثمار تكنولوجيا الفضاء لخدمة قضاياها الوطنية والإقليمية.