أخبار مصرالمجتمعتعليمدينقضايا رأى عام
أخر الأخبار

المسجد والمدرسة … جبهة واحدة لبناء جيل واعي ومستنير – بقلم د طارق بدوى

المسجد والمدرسة … جبهة واحدة لبناء جيل واعي ومستنير

بقلم : د. طارق بدوى
في خطوة تعكس رؤية مستقبلية للدولة المصرية، دعا السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في أبريل الماضي إلى الاستفادة من الموارد المتاحة داخل المجتمع لدعم وزارة التربية والتعليم، وعلى رأسها الاستفادة من المساجد كمساند للمدارس، خاصة في ظل التحديات التي تواجه التعليم من كثافة الفصول والحاجة إلى استيعاب أعداد أكبر من الطلاب.

المسجد في التاريخ لم يكن مكانًا للعبادة فقط، بل كان منارة للعلم والتربية، ومنه خرج علماء ومفكرون تركوا بصمة في الحضارة الإنسانية

والأزهر الشريف كان تجسيدا حيا لهذا الدورالحيوي للمساجد. واليوم يمكن أن يستعيد المسجد هذا الدور في إطار جديد يتماشى مع احتياجات العصر، دون أن يحل محل المدرسة، بل ليكون شريكًا ومكملًا لها.

فكرة استخدام قاعات المساجد أو المراكز التابعة لها كمساحات تعليمية إضافية يمكن أن تسهم في تخفيف الضغط على المدارس، خاصة في المناطق المكتظة. كما يمكن أن تستغل هذه المساحات في تنظيم حصص تقوية ودروس مراجعة للطلاب، أو حتى في تقديم أنشطة تربوية تدعم القيم الوطنية والانتماء.

لكن من المهم التأكيد أن هذا الدور يجب أن يكون تحت إشراف وزارة التربية والتعليم ووزارة الأوقاف، لضمان أن يظل الهدف تعليميًا بحتًا، بعيدًا عن أي استغلال فكري أو سياسي.

فالمسجد هنا ليس ساحة للتطرف أو التحريض، وإنما منبر للعلم والمعرفة وقبول الآخر.

الأهم أن يسهم المسجد أيضًا في نشر قيم التسامح والمحبة بين الأديان، بما يرسخ دعائم التعايش السلمي، وهو ما يتماشى مع توجه الدولة في محاربة الفكر المتطرف بالفكر الصحيح، وإعلاء قيمة المواطنة فوق أي اعتبارات أخرى.

إن تحويل المساجد إلى شريك في العملية التعليمية هو استثمار ذكي في البنية التحتية للمجتمع، ورسالة واضحة بأن التعليم مسؤولية مشتركة، وأن الجميع مدعو للمشاركة في بناء جيل واعٍ، متعلم، ومتسامح.

د طارق بدوى
د طارق بدوى
تم نسخ الرابط بنجاح!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى