أخبار مصرتكنولوجياسياحة عالميةسياحة وطيرانعربى و دولى
أخر الأخبار

الفراعنة يعودون عبر الذكاء الاصطناعي.. اجتياح فرعوني عالمي مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير

الفراعنة يعودون عبر الذكاء الاصطناعي.. اجتياح فرعوني عالمي مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير

كتبت : راندا رجب
قبل أيام من الحدث التاريخي المنتظر، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم بموجة فرعونية غير مسبوقة، حيث غيّر الملايين من المستخدمين صورهم الشخصية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ليظهروا بملامح الملوك والملكات من مصر القديمة، في مشهد رقمي خطف أنظار الجميع وأعاد إلى الأذهان أمجاد الحضارة التي لا تموت.

وانتشرت الصور المصممة بتقنية الذكاء الاصطناعي تحت مسمي #المتحف_المصري_الكبير و #أنا_فرعوني ، لتتحول المنصات الرقمية إلى معرض افتراضي ضخم يجمع بين عبقرية الفراعنة وسحر التكنولوجيا الحديثة.

وبدأت الموجة من صفحات مصرية عبر فيسبوك وتيك توك، قبل أن تمتد عالميًا لتجتاح الحسابات في مختلف الدول، حيث شارك فيها مستخدمون من شتى الثقافات، معبرين عن انبهارهم بالحضارة المصرية الخالدة التي لا تزال تُلهم العالم حتى اليوم.

ويربط كثيرون هذا التفاعل الواسع بالموعد المنتظر لافتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر المقبل، بوصفه أكبر صرح أثري في العالم يجمع أكثر من 50 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور، من بينها المجموعة الكاملة للملك الذهبي توت عنخ آمون، التي تُعرض لأول مرة بشكل متكامل داخل قاعة واحدة.

ويقع المتحف على مقربة من أهرامات الجيزة، ويُعد أحد أبرز الإنجازات الحضارية في القرن الحادي والعشرين، إذ يمثل جسرًا يربط بين عبقرية الماضي وتكنولوجيا الحاضر، ليجسد استمرار تأثير الحضارة المصرية في العالم المعاصر.

ذكاء الإنسان وذكاء الآلة.. حوار بين الماضي والمستقبل

منذ آلاف السنين، أذهل المصريون القدماء العالم بما صنعوه من إنجازات يصعب حتى اليوم تفسيرها بدقة. فكيف شُيِّدت الأهرامات بهذه الدقة الهندسية المذهلة؟ وكيف خطّ الفراعنة أسرار الطب والفلك والهندسة على جدران المعابد بوسائل بدائية ظاهريًا لكنها تفوق الخيال؟
لقد كان “ذكاء الإنسان” في عصر الفراعنة هو الأداة الأولى لصنع المعجزات.

واليوم، وبعد مرور آلاف السنين، يأتي الذكاء الاصطناعي ليُعيد إحياء تلك المعجزات بلغة جديدة .
فكما كان الكهنة والمهندسون في مصر القديمة يحسبون مواقع النجوم ويصممون المعابد وفق نظام كوني معقد، يقوم الذكاء الاصطناعي الآن بتحليل البيانات وإعادة بناء الحضارات بصريًا، بل وحتى محاكاة وجوه الملوك والملكات، كما لو أنهم عادوا إلى الحياة من جديد.

لم يكن الفراعنة يمتلكون أجهزة حاسوب أو برامج معقدة، لكنهم امتلكوا ما هو أعظم: ذكاء الإنسان الفطري، القدرة على الابتكار والتفكير المنطقي والتجريب العملي.
تلك القدرات ذاتها هي ما تحاول أنظمة الذكاء الاصطناعي اليوم محاكاتها من خلال الخوارزميات والتعلم العميق.

ومع تطور التكنولوجيا الحديثة، أصبح بإمكان العلماء والفنانين والمؤرخين استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإعادة تشكيل وجوه الملوك، وتصميم المعابد ثلاثية الأبعاد، وتحليل النقوش القديمة لاستخراج النصوص المفقودة منها.

وكأن الذكاء الاصطناعي يمد يده إلى الماضي، ليوقظ عبقرية الفراعنة من سباتها الطويل.

من ذكاء الفراعنة إلى عبقرية المصري الحديث

لم تتوقف روح الإبداع المصرية عند حدود التاريخ، فالمصري الحديث اليوم يوظف الذكاء الاصطناعي لترويج تراث أجداده، وصناعة دعاية عالمية لمصر القديمة والحديثة في آنٍ واحد.
ومثلما استخدم الفراعنة “ذكاء الإنسان” لصنع المعجزات، يستخدم المصري المعاصر “ذكاء الآلة” ليُعيد إحياء تلك المعجزات بصريًا، في تواصل مدهش بين الماضي والمستقبل.

الذكاء الاصطناعي لم يأتِ لينافس الفراعنة، بل ليؤكد أن الذكاء البشري هو الأصل، وأن الآلة ليست سوى امتداد لعبقرية الإنسان المتحكم فيها .
وكما خلد الفراعنة أسماءهم على جدران المعابد، سيخلّد الإنسان الحديث اسمه عبر الأكواد والبرمجيات والتطور.

فما بين “ذكاء الإنسان” و”ذكاء الآلة”، تظل المعجزة المصرية هي الدليل الأوضح على أن العظمة لا تزول… بل تتطور بأدوات الزمن.

تم نسخ الرابط بنجاح!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى