تكنولوجياثقافةسياحة داخليةسياحة عالمية

مغامرة مستر بيست داخل الأهرامات: بين فضول اكتشاف الأسرار واحتفاء عالمي بمصر

مغامرة مستر بيست داخل الأهرامات: بين فضول اكتشاف الأسرار واحتفاء عالمي بمصر

كتب د. وائل بدوى

نشر اليوتيوبر العالمي الشهير مستر بيست، صاحب أكثر من 230 مليون متابع، عبر حسابه على منصة “فيس بوك”، تعليقًا لقي صدى واسعًا بين متابعيه من مختلف أنحاء العالم، قال فيه:

“One of the most historical videos I’ve ever filmed! I explored every inch inside of the 3 pyramids of Egypt to find out if aliens built them or not 👀”

بترجمة بسيطة: “واحد من أكثر الفيديوهات التاريخية التي قمت بتصويرها على الإطلاق! استكشفت كل شبر داخل الأهرامات الثلاثة في مصر لأكتشف ما إذا كان الفضائيون هم من بنوها أم لا”.

مغامرة مستر بيست داخل الأهرامات: بين فضول اكتشاف الأسرار واحتفاء عالمي بمصر
مغامرة مستر بيست داخل الأهرامات: بين فضول اكتشاف الأسرار واحتفاء عالمي بمصر

هذا التعليق أطلق سيلاً من التفاعل والاحتفاء في قسم التعليقات، حيث عبّر المتابعون عن انبهارهم بالفيديو، الذي استطاع من خلاله مستر بيست أن يدخل إلى أعماق الأهرامات ويصوّر أماكن نادرًا ما شاهدها العالم من الداخل، معتمدًا على أسلوبه المشوق الذي يجمع بين المغامرة والفضول العلمي والطرح الترفيهي.

سرعان ما تحولت صفحة مستر بيست إلى ساحة احتفالية، حيث انهالت التعليقات التي تعكس مدى إعجاب الجمهور العالمي بالفيديو. أحد المعلقين كتب معبّرًا عن حماسه: “أتمنى لو كان الفيديو أطول!”، وهو تعليق عكس رغبة الكثيرين في الغوص أكثر في تفاصيل أسرار الأهرامات، خاصةً أن الفيديو الأصلي استمر لمدة 21 دقيقة فقط، وهي مدة، وإن كانت كافية لإشعال الفضول، إلا أنها جعلت المتابعين يشعرون بأن هناك الكثير مما لم يُكشف بعد.

مغامرة مستر بيست داخل الأهرامات: بين فضول اكتشاف الأسرار واحتفاء عالمي بمصر
مغامرة مستر بيست داخل الأهرامات: بين فضول اكتشاف الأسرار واحتفاء عالمي بمصر

يعرف متابعو مستر بيست أن محتواه يعتمد عادة على التحديات المليونية والمساعدات الإنسانية، إلا أن مغامرته في قلب الأهرامات المصرية شكّلت خروجًا عن المألوف، فقدّم عملًا أشبه بفيلم وثائقي بطابع شبابي، يدمج بين الإثارة وطرح الأسئلة المثيرة للجدل مثل: هل الفضائيون هم من بنوا الأهرامات؟

هذه الجملة التي جاءت في منشوره لم تكن سوى جزء من أسلوبه المعروف بإثارة الجدل لجذب الانتباه، لكنه في الوقت ذاته ساهم في تسليط الضوء على قيمة أهرامات الجيزة كواحدة من عجائب الدنيا السبع التي لا تزال تثير دهشة العالم.

مغامرة مستر بيست داخل الأهرامات: بين فضول اكتشاف الأسرار واحتفاء عالمي بمصر
مغامرة مستر بيست داخل الأهرامات: بين فضول اكتشاف الأسرار واحتفاء عالمي بمصر

رغم الطابع الطريف الذي أضفاه مستر بيست حول فكرة “الفضائيين”، إلا أن هذا التساؤل يعكس واقعًا حقيقيًا، حيث تُعتبر الأهرامات المصرية لغزًا هندسيًا ما زال العلماء يحاولون فك شفراته. وهذا ما يجعل مثل هذه الفيديوهات تحظى بشعبية واسعة، فهي تحرك الخيال البشري حول “كيف بُنيت تلك الصروح العظيمة قبل آلاف السنين؟”، وتعيد إحياء الجدل العلمي حول التقنيات التي استخدمها المصريون القدماء.

مغامرة مستر بيست داخل الأهرامات: بين فضول اكتشاف الأسرار واحتفاء عالمي بمصر
مغامرة مستر بيست داخل الأهرامات: بين فضول اكتشاف الأسرار واحتفاء عالمي بمصر

تعليق بسيط على “فيس بوك” قد يبدو عاديًا، لكنه في حالة مستر بيست تحوّل إلى دعاية ذهبية لمصر. فالجمهور الذي شاهده ليس فقط من المتابعين العاديين، بل هم جمهور متنوع من الشباب في مختلف دول العالم، وهؤلاء هم الفئة الأكثر تأثيرًا في حركة السياحة العالمية اليوم.

فيديو كهذا يعيد تقديم مصر كوجهة مليئة بالمغامرات والغموض، ويكسر الصورة النمطية عنها كبلد “للزيارات التقليدية فقط”، ليُظهرها كأرضٍ تحفّز الفضول وتدفع عشاق الاستكشاف لزيارتها بأنفسهم.

عندما يطالب أحد المعلقين بجعل الفيديو أطول، فهو في الحقيقة يعكس رغبة ملايين المشاهدين حول العالم في رؤية المزيد من أسرار الحضارة المصرية. هذا المطلب البسيط يشير إلى فرصة كبيرة يمكن أن تستغلها الجهات المسؤولة عن السياحة في مصر، من خلال:

•تشجيع مزيد من صناع المحتوى العالميين على توثيق زياراتهم لأماكن أثرية أخرى.

•توفير تسهيلات أكبر لتصوير المحتوى الرقمي الاحترافي داخل المواقع التاريخية.

•التعاون مع المؤثرين الرقميين عالميًا لتقديم مصر كوجهة غنية بالمغامرات، وليس مجرد موقع أثري.

في النهاية… المحتوى الرقمي يعيد رسم خريطة السياحة

مغامرة مستر بيست داخل الأهرامات، وتعليقه الطريف على الفيس بوك، وما تبعه من تفاعل، كلها أمور تؤكد أن المستقبل أصبح بيد صناع المحتوى الرقمي. هؤلاء الأشخاص باتوا قادرين على تحويل دولة بأكملها إلى تريند عالمي في ساعات، وجعلها وجهة أساسية على قوائم السفر للشباب حول العالم.

مصر، بتاريخها العريق، تمتلك كل المقومات لتكون الوجهة الأولى للسياحة الرقمية، فقط إذا تعاملت مع هذه الفرص بعقلية حديثة، وفتحت أبوابها أكثر لهؤلاء الذين يملكون مفاتيح التأثير في العصر الجديد.

الأهرامات لم تعد فقط أعجوبة من عجائب الماضي، بل أصبحت اليوم أيضًا قصة نجاح في عالم الإعلام الرقمي.

تم نسخ الرابط بنجاح!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى