مفكرون ودبلوماسيون في سحور “العربية للحوار”: صالون حنان يوسف يناقش دراما رمضان للعام الخامس

مفكرون ودبلوماسيون في سحور “العربية للحوار”: صالون حنان يوسف يناقش دراما رمضان للعام الخامس

كتب د. وائل بدوى

في ليلة رمضانية دافئة جمعت نخبة من المفكرين والدبلوماسيين والإعلاميين، نظّمت المنظمة العربية للحوار والتعاون الدولي برئاسة الأستاذة الدكتورة حنان يوسف، مساء الخميس 20 مارس 2025، سحورها السنوي احتفالًا بشهر رمضان الكريم، حيث عُقد على هامشه الصالون الثقافي في دورته الرابعة والستين، تحت عنوان: “دراما رمضان.. في الميزان”.

الفعالية، التي تحولت إلى تقليد رمضاني مميز، جمعت بين الحضور الفعلي في القاهرة والمشاركة الإلكترونية عبر مختلف البلدان العربية، استمرارًا لنهج الصالون الثقافي الذي يتميز بالدمج بين الحوار الحضوري والافتراضي. واستهلّت الدكتورة حنان يوسف اللقاء بكلمة ترحيبية هنأت فيها الحضور بحلول الشهر الفضيل، وأكدت على سعادتها باستمرارية السحور الثقافي للعام الخامس على التوالي، مشيدةً بالتنوع الفريد للمشاركين من أكاديميين، وشخصيات عامة، وشباب عرب طموح.

ناقش الحاضرون واقع الأعمال الدرامية الرمضانية في عام 2025، حيث أجمع المشاركون على أن الموسم شهد عددًا من الأعمال الإيجابية التي تستحق التقدير، إلا أن أغلب الأعمال افتقرت إلى تماسك المحتوى وضعف الرسالة الدرامية، الأمر الذي انعكس سلبًا على الصورة العامة للدراما الرمضانية.

‏هو

وكانت محاور النقاش الأساسية قد تناولت أهمية الدراما في تصحيح الصورة النمطية للمجتمعات العربية، والحفاظ على القيم الأصيلة والهوية الثقافية، مع الإشارة إلى خطورة الإغراق في نماذج سطحية تكرّس أنماطًا مغلوطة عن الإنسان العربي.

من جهتها، أكدت الدكتورة حنان يوسف أن هذه الدورة من الصالون الثقافي هي الخامسة على التوالي التي تتناول دراما رمضان بالتحليل والتقييم، في إطار دراسة سنوية علمية يجريها فريق من الباحثين بالمنظمة العربية للحوار. وأشارت إلى أن هذا التوجه يعكس التزام المنظمة بمسؤوليتها الوطنية والاجتماعية، وهو ما يتقاطع بشكل مباشر مع توجيهات السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، الذي شدّد في خطاباته الأخيرة على ضرورة تطوير الدراما المصرية لتواكب القيم النبيلة والمجتمعية.

وأعلنت يوسف عن قرب صدور التقرير التحليلي الكامل لهذه الدراسة، تمهيدًا لرفعه إلى صُنّاع القرار والمعنيين بالعمل الثقافي والإعلامي، بما يضمن تعظيم الاستفادة منه في دعم عملية الإصلاح الدرامي وبناء وعي مستنير.

وعلى هامش الفعالية، طرحت المنظمة مبادرة جديدة بعنوان: “جسر الإعلام والثقافة من أجل صورة عربية مشرفة”، تضمنت الدعوة إلى تأسيس الاتحاد العربي للإعلام والثقافة، ودعم تطوير المحتوى الرقمي العربي، مع تخصيص مساحات أكبر للشباب في المجالين الإعلامي والثقافي. المبادرة، التي لاقت ترحيبًا واسعًا من الحضور، جاءت لتعكس رؤية المنظمة في خلق خطاب عربي موحد يجمع بين الأصالة والانفتاح على المستقبل.

اختتم الصالون بفقرة غنائية مميزة أدّتها الطالبة ندى المنسي، التي شَدَت بأغنية “رمضان في مصر حاجة تانية”، وسط تفاعل كبير من الحضور، لتغلق الأمسية على نغمة دافئة تعكس جوهر اللقاء: الحوار، والفرح، والعمل المشترك من أجل الأفضل.

شارك في السحور والصالون شخصيات بارزة من مصر، العراق، تونس، فلسطين، لبنان، السعودية، ليبيا، الجزائر، بالإضافة إلى نخبة من شباب الإعلاميين العرب، ليؤكد اللقاء مرة أخرى أن الثقافة ما زالت هي الجسر الأقوى نحو التفاهم، والانفتاح، والتنوير الحقيقي.