
” محارب الصحراء”.. وشق مصري نادر يهاجم جنودًا إسرائيليين على الحدود
كتبت ؛ راندا رجب
أثار حيوان الوشق المصري جدلًا واسعًا بعدما هاجم عددًا من جنود الجيش الإسرائيلي على الحدود مع مصر في منطقة جبل حريف، مما دفع السلطات الإسرائيلية لفتح تحقيق حول كيفية تسلله إلى المنطقة.
ووفقًا للقناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي، تلقّت الجهات المختصة بلاغات عن تعرض بعض الجنود لعضات غير معروفة، ما استدعى تدخل هيئة المحميات الطبيعية، التي تمكنت من الإمساك بالحيوان المفترس، ليتبين لاحقًا أنه “الوشق المصري”، أحد أندر السنوريات وأكثرها شراسة، وتم نقله إلى مستشفى الحياة البرية لفحصه.
ويعد الوشق المصري صيادًا ماهرًا، حيث يمكنه الركض بسرعة تصل إلى 80 كيلومترًا في الساعة، ويعيش في البيئات الصحراوية والجافة. ويعتمد في غذائه على الأرانب والقوارض، لكنه قد يهاجم فرائس أكبر مثل الغزلان والظباء.
لم يكن ظهور الوشق في تلك المنطقة مجرد حدث عابر، إذ يحمل هذا الحيوان تاريخًا عريقًا في الثقافة المصرية القديمة، حيث اعتبره المصريون القدماء رمزًا للقوة والحماية. وتشير النقوش الفرعونية إلى دوره في مواجهة الأفاعي وحماية مقابر الملوك، كما صوّرته الأساطير على أنه محارب يقطع رأس الفوضى، مما يعكس مكانته في الحضارة المصرية القديمة.
وتعليقًا على الواقعة، أوضح الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، أن القط البري، الذي يُعد الوشق أحد أنواعه، كان يُمثل المعبود “رع وأتوم” في مصر القديمة، مشيرًا إلى ارتباطه بأسطورة الخلق وصراع النور والظلام.
الحادثة أثارت موجة من التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، حيث اعتبرها البعض “رسالة من الماضي”، بينما تساءل آخرون عن تأثير تراجع الحياة البرية على ظهور هذه الحيوانات في مناطق غير معتادة.