آراء حرهأخبار مصرالطرق والكبارىالمجتمعالنقل والمواصلاتتحقيقات و تقاريرسياحة داخليةسياحة وطيران

نزيف الأسفلت في مصر.. كيف تهدد حوادث الطرق مستقبل السياحة؟

18 زهرة أُطفئت فجأة على طريق قاتل...

كتبت …بسمة حسن

18 زهرة أُطفئت فجأة على طريق قاتل…
لحظة مأساوية هزت الشارع المصري، إثر وفاة 18 فتاة في تصادم بين ميكروباص وشاحنة بمحافظة المنوفية أثناء توجههن للعمل. وأكثر من ذلك، فقد تناولت الحادثة وسائل إعلام دولية مثل وكالة أسوشيتد برس (AP) في تقرير بعنوان:
“19 killed in a road collision in Egypt’s Nile Delta region”
وهو ما يؤكد أن الأزمة لم تعد محلية، بل باتت تحت أنظار العالم، لتلقي الضوء على تحديات السلامة المرورية في مصر، وتأثيرها على مختلف القطاعات، وعلى رأسها السياحة الوافدة.

واقع مقلق على الطرق المصرية

تشير الأرقام الرسمية إلى أن مصر تشهد سنويًا أكثر من 30 ألف حادث طريق، تودي بحياة آلاف المواطنين، إلى جانب إصابات جسيمة وخسائر اقتصادية كبيرة.
وفي عام 2023، بلغ عدد الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق 5,861 حالة، بانخفاض ملحوظ عن عام 2022، لكنه تزامن مع زيادة عدد المصابين إلى أكثر من 71 ألفًا، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

ورغم أن مصر تقدمت إلى المرتبة 18 عالميًا في جودة الطرق، بحسب تقارير دولية، إلا أنها ما زالت تحتل المركز 116 عالميًا في معدل الوفيات الناتجة عن الحوادث، بمعدل 11.77 وفاة لكل 100,000 نسمة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

السياحة على مفترق طرق

لم تعد الحوادث المرورية أزمة اجتماعية فقط، بل أصبحت تهديدًا اقتصاديًا وسياحيًا مباشرًا.
فالسائح الذي يخطط لزيارة مصر لا ينظر فقط إلى جودة الفنادق أو المعالم الأثرية، بل يولي اهتمامًا كبيرًا لأمان الطرق، والتنقل الداخلي، خاصة في البرامج التي تعتمد على وسائل نقل برية.

تكرار الحوادث على الطرق المؤدية إلى المقاصد السياحية (مثل الغردقة، الأقصر، ودهب) ينعكس على تقييمات وتجارب السائحين، مما يدفع بعض الشركات إلى إعادة النظر في إدراج مصر ضمن برامجهم.

الحوادث أيضًا تؤدي إلى ارتفاع تكلفة التأمين على السائحين، وزيادة أسعار البرامج السياحية، مما يجعل مصر أقل تنافسية مقارنة بوجهات أخرى أكثر أمانًا.

روشتة إنقاذ عاجلة

لحماية الأرواح واستعادة الثقة الدولية، يقترح الخبراء خارطة طريق واضحة تشمل:

تمهيد وتوسعة الطرق الريفية والسياحية، مع إعادة رصفها وفقًا للمعايير الدولية.

تركيب حواجز أمان وإضاءة كافية على الطرق السريعة والمداخل الخطرة.

تفعيل كاميرات المراقبة والرادارات لضبط السرعة والحمولات الزائدة.

إلزام المركبات السياحية والنقل العام بفحوص دورية صارمة.

تدريب السائقين وتثقيفهم بمخاطر القيادة غير الآمنة، خاصة في المناطق الريفية.

إطلاق حملات توعية مرورية عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، مع إشراك المجتمع المدني

ختاما فإن الحوادث المتكررة على الطرق لا تودي فقط بحياة المواطنين، بل تُضعف كذلك ثقة السائح في الأمان داخل البلاد، مما يؤدي إلى تراجع معدلات السياحة ويؤثر على سمعة مصر كوجهة آمنة.
وإذا كانت الدولة قد أنجزت خطوات كبيرة في تطوير البنية التحتية، فإن التحدي الأهم الآن هو رفع مستوى السلامة الفعلية على الطرق.

السياحة لا تُبنى بالحجر فقط… بل تبدأ من حماية البشر.

 

تم نسخ الرابط بنجاح!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى