كتبت : رباب حرش
شهدت مدينة أتريبس الأثرية بنجع الشيخ حمد غرب مدينة سوهاج انتهاء مشروع ترميم وصيانة مقبرة “الأخوين”، بعد عام كامل من العمل المتواصل بهدف إعادة إحياء هذه المقبرة وفتحها للزيارة ضمن مسار السياحة الثقافية في صعيد مصر وتفعيل خطة وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار للحفاظ على المواقع الأثرية وتعزيز منتج السياحة الثقافية.
وفى ضوء هذا أشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية إلى أن ترميم المقبرة تضمن ترميم معمارى من استكمال الأجزاء الناقصة باستخدام مواد تتناسب مع طبيعة الأثر وترميم دقيق الخاص بالتنظيف الميكانيكي والكيميائي للجدران والسقف وتقوية طبقات الألوان والملاط واستكمال الأجزاء الناقصة باستخدام مواد تتناسب مع طبيعة الأثر.
وأضاف الدكتور ريحان بأن الترميم بيتم طبقًا لمبادىء الدستور وقانون حماية الآثار 117 لسنة 1983 وتعديلاته والمواثيق الدولية فقد جاء فى المادة 49 من الدستور المصرى ” تلتزم الدولة بحماية الآثار والحفاظ عليها، ورعاية مناطقها، وصيانتها، وترميمها”
وجاء فى المادة 27 من قانون حماية الآثار 117 لسنة 1983 ” يتولى مجلس الآثار إعداد المعالم والمواقع الأثرية والمباني التاريخية المسجلة للزيارة والدراسة بما لا يتنافى مع تأمينها وصيانتها، وتعمل على إظهار خصائصها ومميزاتها الفنية والتاريخية.
كما ألزم القانون البعثات الأجنبية كذلك بالترميم فى المادة 32 “يكون للجهة المرخص لها دراسة الآثار التي اكتشفتها ورسمها وتصويرها وترميمها خلال مدة الترخيص”
كما ألزم الأوقاف والجهات المالكة بترميم الآثار المسجلة التى تقع ضمن ممتلكاتها فى المادة 30 “تتحمل كل من الوزارة المختصة بالأوقاف وهيئة الأوقاف المصرية وهيئة الأوقاف القبطية والكنائس المصرية والأفراد والجهات الأخرى المالكة أوالحائزة لعقارات أثرية أوتاريخية مسجلة نفقات ترميمها وصيانتها إذا رأى المجلس ضرورة لذلك ويكون ذلك تحت إشرافه.
ونوه الدكتور ريحان إلى المواثيق الدولية للترميم برعاية اليونسكو وهى ميثاق اثينا 1931، ، فينيسيا 1964، ايطاليا 1972، امستردام 1975، لاهور للاثار الاسلامية 1980، وثيقة نارا ” الأصالة ” باليابان 1994 وهذه المؤتمرات الدولية أقرتها جميع الدول الأعضاء بمنظمة اليونسكو ومنها مصر
وتم وضع إطار للحفاظ على التراث الإنساني في صورته الأصلية وقت الإنشاء باعتباره نموذجًا وشاهدًا علي أساليب العمارة في تلك الحقب الزمنية و شاهدًا علي تطورها بتنفيذ مشاريع الترميم دون تغيير ودون استبدال عناصر معمارية كاملة وأى ترميم خارج هذا الإطار فهو تجديد تحد مسمي التطوير وهذا ما يتم تدريسه من علوم الترميم في المناهج الأكاديمية الدراسية بالكليات والمعاهد المتخصصة في مصر والعالم وبالتالى فإن أي تدخل في الأثر بالتطوير أو التجديد باستخدام الملكات الإبداعية للقائم علي الترميم غير مقبول لأنه يغير من طبيعة الأثر وقت الإنشاء.
ولفت الدكتور ريحان إلى ضرورة أن يسبق الترميم توثيق كامل للأثر يتضمن تحليل مواد البناء الأصلية والمون والألوان لتحديد طبيعته ومكوناته وحالته الراهنة ونقاط الضعف والتلف ويجب إجراء فحوصات متنوعة مثل الفحص بالعين المجردة والفحص بالمجهر والفحوصات الكيميائية والميكانيكية، وغيرها، ويشمل التوثيق الصور الفوتوغرافية والمخططات والرسومات لتسجيل الحالة الأصلية للأثر ومراحل الترميم السابقة
ويهدف الترميم إلى الحفاظ على التراث الثقافي للأجيال القادمة وإعادة الأثر إلى حالته الأصلية أو أقرب ما يمكن و إبراز القيمة الجمالية للأثر وضمان بقاء الأثر سليمًا وقابلًا للدراسة والتقدير من قبل الأجيال القادمة.
وتابع الدكتور ريحان بان أصول الترميم تستوجب اختيار مواد وتقنيات الترميم المناسبة التي تتوافق مع طبيعة الأثر والمواد الأصلية وقابلة للإزالة في المستقبل إذا لزم الأمر والتدخل بحذر بحيث نتجنب الإفراط في التنظيف أو التعديل والعمل على ترميم الأجزاء المتضررة فقط مع الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الأصالة واحترام أصالة الأثر بتجنب إجراء أي تعديلات تؤثر على قيمته التاريخية أو الجمالية
كما يستوجب الاسترجاعية بمعنى أن تكون مواد وتقنيات الترميم قابلة للإزالة أو التراجع عنها في المستقبل إذا دعت الحاجة إلى ذلك مما يتيح فرصة لإعادة النظر في عمليات الترميم في المستقبل مع تطور التقنيات والمفاهيم مع التكامل مع العلوم الأخرى بالتعاون مع علماء الآثار والمهندسين والكيميائيين وغيرهم
ويعرض الدكتور ريحان أمثلة على أعمال الترميم ومنها تنظيف الأثر بإزالة الأتربة والعوالق من على سطح الأثر وتقوية الأثر بتدعيم الأجزاء الضعيفة لمنع انهيارها وإعادة تجميع الأجزاء المكسورة باستخدام مواد لاصقة مناسبة وملء الفجوات والفراغات في الأثر باستخدام مواد مماثلة للمواد الأصلية وإزالة الإضافات غير الأصلية فى الترميمات السابقة لضمان استخدام مواد لا تتنافر مع المواد الأصلية للمحافظة على الأصالة المعمارية لعناصره والأصالة الفنية لزخارفه، وهناك بعض البقايا المعمارية “ruins” لا يجب تعليتها ويفضل بقاؤها كما هى