كتب/ محمد فكري
<><><><><><><><>
الاحتفال بميلاد نبي الرحمة سيدنا محمد ﷺ من أفضل الأعمال وأعظم القربات، لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي ﷺ ومحبَّة النبي ﷺ أصل من أصول الإيمان، وقد صح عنه أنه ﷺ قال: «والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده»
وأنه ﷺ قال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين»[البخاري]
والاحتفال بمولده ﷺ قال به أكثر العلماء بداية من علماء السلف ابن الجوزي وابن كثير والحافظ الأندلسي، والحافظ ابن حجر، والحافظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى.
و الإحتفاء بمولده فيه من تعظيم قدر النبي – ﷺ – وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف.
و قد قال الإمام الشافعي : «المحدثات من الأمور ضربان: أحدهما : أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة، والثاني : ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد وهذه محدثة غير مذمومة. وقد قال عمر بن الخطاب في قيام شهر رمضان نعم البدعة هذه، يعني أنها محدثة لم تكن أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي عليه السلام، فما حال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنة النعيم.
وأنشد الحافظ شمس الدين الدمشقي في كتابه المسمى « مورد الصادي في مولد الهادي»
إذا كان هذا كافرا جاء ذمه
وتبَّت يداه فى الجحيم مخلدا
أتى أنه فى يوم الاثنين دائما
يخفف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذى كان عمره
بأحمد مسرورا ومات موحدا؟
👈و من المحدثات أيضا مسابقات حفظ القرآن الكريم و حفلات تكريم حفاظ القرآن الكريم و بناء المعاهد الدينية لتدريس علوم الإسلام و تخصيص جامعات و كليات كثيرة لتدريس و نشر تراث و علوم الإسلام و كل ذلك لم يكن موجوداً في عصر سيدنا رسول الله و لا في عصر صحابته الكرام
🌹 ونحن نحتفل بمولده ﷺ لأننا نحبه صلوات ربي و سلامه عليه و نحيا دوماً بذكراه
فسيدنا محمـد ﷺ -بنصِّ القرآن الكريم يَسرى نـوره في دمائنا وقلوبنا، ولولاه -ﷺ- لبَقِيت الإنسانيَّة في ضلالٍ مُبين إلى يوم القيامة، فسيدنا محمَّدٌ ﷺ -بنصِّ القرآنِ – هو « النُّور » الذي يُبدِّد اللهُ به الظلمات، قال تعالى : (قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ) ،
وكما سَمَّاهُ الله «نورًا» سمَّاه «سراجًا منيرًا»، وخاطَبَه به خطابًا صريحًا، وذلك في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا)
و سيدنا محمَّد ﷺ، هو الرحمة المهداة للعالَمين: مُؤمنِهم وكافِرِهم: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)
و كما أخبر عن نفسِه: «إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ»
🌺 وكل الناس تولد ثم تفنى
ووحدك أنت ميلاد الحياةِ
وكل الناس تذكر ثم تنسى
وذكرك انت باقٍ في الصلاةِ
تردده المآذن كل حين
وينبض بالقلوب إلى المماتِ
أتيت سناً وليل الكون داجٍ
وبعد الوأد أحييت البناتِ
وفاح المسك أنى كنت تمشي
ووجهك نوره عم الجهاتِ
وقد تعلي المكارم قدر قوم
ويعلو فيك قدر المكرماتِ