الصحة و طبتكنولوجيا
أخر الأخبار

الاستاذه الدكتورة عبير زايد… صوت أكاديمي نسائي يربط بين العلم والضمير الإنساني

الاستاذه الدكتورة عبير زايد… صوت أكاديمي نسائي يربط بين العلم والضمير الإنساني

كتب ا. د. وائل بدوى

في مشهد علمي دولي جامع ضمّ نخبة من المفكرين والخبراء من مختلف أنحاء العالم، برزت الأستاذة الدكتورة عبير زايد كإحدى العلامات المضيئة في جلسات المؤتمر الدولي للكرسي العالمي لليونسكو في أخلاقيات البيولوجيا، حيث قدّمت مداخلة علمية ثرية، اتسمت بالعمق الأكاديمي والوعي الإنساني في آنٍ واحد.

جاءت مشاركتها لتعكس خبرة راسخة ومكانة أكاديمية مشرفة، ليس فقط على مستوى البحث العلمي، بل في قدرتها على إعادة ربط القضايا الأخلاقية المعقدة بالواقع الاجتماعي والثقافي في العالم العربي. طرحت الدكتورة عبير بأسلوب منهجي رصين تساؤلات جوهرية تتعلق بأخلاقيات البحث العلمي، وقيم المهنة الطبية، وحدود الممارسة الأخلاقية في ظل التقدم التكنولوجي المتسارع.

لم تكن محاضرتها مجرد تحليل نظري، بل دعوة حقيقية لإعادة النظر في كيفية بناء البرامج التعليمية التي تدمج بين العلم والتربية الأخلاقية، وتربط بين الابتكار والتفكير النقدي، خاصة في البيئات الأكاديمية التي تواجه ضغوطًا من الواقع الاقتصادي والسياسي. شددت في حديثها على أهمية تدريب الباحثين والأطباء ليس فقط على المهارات التقنية، بل على المساءلة الأخلاقية والإنصات للبعد الإنساني في كل قرار علمي أو طبي يُتخذ.

وقد تناولت أيضًا أهمية إدماج الطلاب في مناقشة القضايا الأخلاقية المعاصرة من سنواتهم الدراسية الأولى، بحيث لا ينفصل فهمهم للعلم عن إدراكهم لمسؤولية تطبيقه في خدمة المجتمع، لا على حسابه.

تميزت الدكتورة عبير زايد برؤية متوازنة تضع الإنسان أولًا، دون إغفال للتطور أو إنكار للتحديات، وكانت مداخلتها خير مثال على الدور المتنامي للمرأة العربية في تشكيل الوعي العلمي والفلسفي في عالم يتغير بسرعة.

الكرسي الدولي لليونسكو في أخلاقيات البيولوجيا: منصة حوار عالمي من أجل مستقبل أكثر إنسانية
الكرسي الدولي لليونسكو في أخلاقيات البيولوجيا: منصة حوار عالمي من أجل مستقبل أكثر إنسانية

وفي ختام كلمتها، وجهت تحية تقدير إلى الكرسي العالمي لليونسكو في أخلاقيات البيولوجيا، مثمنةً هذه المنصة التي جمعت أصواتًا من ثقافات متعددة على طاولة واحدة، لتبحث معًا عن أخلاقيات جامعة تليق بكرامة الإنسان أيًا كان موطنه أو خلفيته.

لقد أثبتت الدكتورة عبير من خلال حضورها العلمي والإنساني أن المرأة العربية ليست فقط فاعلة في حقل البحث، بل رائدة في توجيه النقاش الأخلاقي حول مستقبل العلم في المنطقة والعالم.

تم نسخ الرابط بنجاح!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى