من المملكة إلى العالم: الاستاذ الدكتور محمد زهير القاوي يؤكد في محاضرته أن الأخلاق جوهر الطب والعلم

من المملكة إلى العالم: الاستاذ الدكتور محمد زهير القاوي يؤكد في محاضرته أن الأخلاق جوهر الطب والعلم
كتب ا د وائل بدوى
في واحدة من أبرز محطات المؤتمر الدولي للكرسي العالمي لليونسكو في أخلاقيات البيولوجيا، ألقى الدكتور القاوى من المملكة العربية السعودية محاضرة نوعية سلّط فيها الضوء على البُعد الأخلاقي العميق في ممارسات الطب والبحث العلمي، وخاصة في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة التي يعيشها العالم اليوم.
جاءت كلماته محمّلة بهمٍّ علمي حقيقي وإدراكٍ واعٍ للمسؤولية الأخلاقية التي تقع على عاتق الطبيب والباحث والمؤسسة معًا. فقد أشار الدكتور القاوى إلى أن الطب ليس مجرد ممارسة تقنية، بل هو تعبير عن التزام إنساني عميق تجاه الآخر، لا سيما في المواقف الدقيقة التي تتطلب قرارات حساسة تمس حياة الإنسان وكرامته.
تطرقت المحاضرة إلى قضايا دقيقة مثل الخصوصية الوراثية، التجريب السريري، وقيمة الموافقة المستنيرة، مؤكدًا أن هذه المسائل لا يمكن التعامل معها كإجراءات روتينية، بل يجب أن تُبنى على أسس واضحة من العدالة، والشفافية، واحترام التنوع الثقافي والديني، وهو ما يتماشى مع المنظور الإسلامي الذي يربط بين العلم والقيم في كل زمان ومكان.
وقد لاقت المحاضرة تفاعلًا كبيرًا من الحضور، خاصة أنها قدّمت نموذجًا حيًا على أن السعودية لا تواكب التقدّم العلمي فحسب، بل تسهم أيضًا في صياغة أخلاقياته عبر مفكرين وعلماء يحملون رؤية شاملة متجذرة في القيم الإنسانية والدينية الأصيلة.
وفي نهاية حديثه، عبّر الدكتور القاوى عن تقديره العميق للكرسي العالمي لليونسكو في أخلاقيات البيولوجيا، مثمنًا دوره في تعزيز الحوار بين الثقافات، وفتح المجال أمام العقول العربية للمشاركة الفعالة في النقاشات الأخلاقية الكبرى التي تحدد ملامح المستقبل العلمي العالمي
.

لقد كانت محاضرته تجسيدًا حيًا لما يمكن أن تقدمه المملكة العربية السعودية للعالم من فكرٍ أخلاقي أصيل ومتجدد في آن، يؤمن بالعلم ويصونه بالضمير.