غير مصنف
أخر الأخبار

فتش عن السلاح

كتبت:رباب حرش

 

 

مع قيام ثورة يوليو ورغبة الجيش في التسليح لجأت مصر الي أمريكا لشراء السلاح وطالبتهم بشرح موقفها للانجليز فهي لن تتعامل معهم ولايزال 85 الف جندي يحتلون مصر لما يقرب من 70 سنة , وقد قامت بريطانيا بالضغط علي امريكا بمنع السلاح عن مصر , الا أن امريكا عرضت علي مصر ماسمي بميثاق أمني متبادل يمنح مصر السلاح مجاني علي أن تقوم بعثة امريكية بتدريب المصرين عليه فيما وصفه قادة الثورة في مصر بأنها محاولة لامريكا لاحتلال مصر بدلا من بريطانيا , كما اشترط الميثاق الا يستخدم هذا السلاح ضد حلفاء امريكا وبالاخص اسرائيل ! ومع رفض مصر له أغلقت أبواب السلاح من الغرب , لتتجه مصر شرقا الي الاتحاد السوقيتي آنذاك وتفاجئ برد ستالين ( نأسف إن بعنا لكم السلاح فسوف تحاربونا به !)

 

ولم يتبق امام مصر الا استخدام الاسلحة المتواضعة وبعض القنابل المصنعة محليا ضد الانجليز بالقناة حيث دارت أشهر حرب عصابات لتدفع بالانجليز الي توقيع اتفاقية الجلاء 1954 , لنتخلص منهم في 1956 , ويأتي العدوان الثلاثي ليتغير موقف الاتحاد السوفيتي لاعتبارات كتيرة ليس من بينها مصلحة مصر, ويقرر امدادنا بالسلاح لنظل منذ العدوان ومابعده من نكسة واستتنزاف وحتي اكتوبر 1973 في معركة مع الروس للحصول علي السلاح الذي يأتي علي فترات وبكميات قليلة , كما ان السوفيت يرسلون لنا اسلحة قديمة من الحرب العالمية الثانية حيث يعرفها العدو جيدا , وأعني بالمعرفة هنا تجربة السلاح وتبين نقاط ضعفه , ويكفي وصف السادات للوضع عقب حرب اكتوبر بان الروس حصلوا علي مبلغ مليون ونصف دولار مقابل 100 دبابة الا انهم لم يرسلوها في الموعد المتفق عليه , وانه كان من شانها تغيير مسار حرب اكتوبر لتحقيق انتصار أعظم , وتغيير وجه التاريخ , الا انها لم تصل الا بعد بدء الحرب وتثبيت وقف اطلاق النار ! كما اصروا علي ارسال نوعية من الجسور يستغرق تركيبها 6 ساعات بعكس مطالبتهم بنوع يستغرق نصف ساعه فقط , أيضا تم تصنيع 60 % من الجسور في مصر ,

 

واليوم وأنا اتابع تسليح جيش مصر وقيام الرئيس السيسي بشراء السلاح من العالم اجمع دون استقطاب من دولة أجد نفسي اقارن بين حرب الثلاثين سنة في مصر وعدم رغبة العالم بامدادنا بالسلاح و وحرب الجيل الرابع ومابعده من اجيال حيث تتسابق الدول علي بيع السلاح, ليس لمصر فقط بل للعرب , حيث لم يعد العدو منهم بل منا !

 

فقد نجحوا كما نجح اليهود من قبل في الجاهلية في احداث النزاع الشهير بين الاوس والخزرج والذي استمر 100 عام كاملة , نعم هم يمدون الطرف الآخر مع اعتراف العالم بهم كارهابيين , ولو توقفوا عن امداده مادم الصراع مع الارهاب للسنوات الماضية وهم حريصون علي تأجيجه لمالانهاية , ولا اجد ما أوضحه اكثر مما أكده الله وفسره في قوله ( وما النصر الا من عند الله ).

تم نسخ الرابط بنجاح!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى