افتتاح المتحف الكبير أول نوفمبر رسالة تذكير للعالم بأعظم إكتشاف زاد من الولع بالحضارة المصرية
افتتاح المتحف الكبير أول نوفمبر رسالة تذكير للعالم بأعظم إكتشاف زاد من الولع بالحضارة المصرية

كتبت : رباب حرش
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية أن اختيار افتتاح المصرى الكبير أول نوفمبر هو اختيار موفق مع بدايات الموسم السياحى الشتوى فى مصر حتى تأتى الدعاية الضخمة للافتتاح بثمارها فى زيادة عدد السياح على الأقل 3 مليون سائح بعد الافتتاح لنصل إلى 17.8 مليون سائح ومع افتتاح المرحلة الأولى لمشروع التجلى الأعظم بسيناء المتوقع مع بدايات العام القادم نصل إلى زيادة إجمالية 5 مليون سائح لنقترب من 20 مليون سائح كما أن افتتاح المتحف في شهر فبراير رسالة تذكير للعالم بأعظم اكتشاف ساهم في انتشار الولع بالحضارة المصرية المستمر حتى الآن حيث اكتشفت مقبرة توت عنخ آمون في 4 نوفمبر1921
وأشار الدكتور ريحان بأنه بحلول أول نوفمبر ستكون كل الاستعدادات قد اكتملت خاصة ربط المتحف بالأهرامات واكتمال الممشى المؤدى إليها من المتحف مع انتهاء تطوير الأهرامات بالمدخل الجديد بطريق الفيوم وتطوير المنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير والطريق الدائري وأعمال مشروع تحسين الهوية البصرية والإنارة ورفع كفاءة الأرصفة وتخطيط الشوارع المحيطة بالمتحف و استعداد مطار سفنكس الدوليّ لاستقبال طائرات بعض الوفود المشاركة بعد أعمال التوسعة والتطوير
وتجرى الترتيبات الخاصة بالاحتفاليات المختلفة المقررة ومنها التنسيق لتصوير الأماكن المحددة التي ستتم الاستفادة بها في الاحتفاليات وتسهيل دخول المشاركين في الاحتفالية ومخاطبة سفاراتنا في الخارج للتواصل مع الدول المستهدفة بالدعوات والمنظمات الدولية المستهدفة مع تحديد نقطة اتصال بكل وزارة أو جهة حكومية بحيث يتولى التنسيق وتنفيذ المهام المطلوبة من وزارته مما يعنى أن هناك دولة بالكامل صاحبة أعظم حضارة فى التاريخ تقوم على إخراج هذه الاحتفالية لخروجها بشكل غير مسبوق يشهد به القاصى والدانى
ويتوقع الدكتور ريحان أن تكون احتفالية المتحف المصرى الكبير والتى ستستمر عدة إيام احتفالية عالمية بكل المقاييس تسجل فى ذاكرة تاريخ مصر المعاصر بحروف من نور وتعيد إلى الأذهان احتفالية افتتاح قناة السويس منذ 156 عام الذى تم فى حفل مهيب بمدينة الإسماعيلية يوم 19 نوفمبر عام 1869بحضور عدد كبير من ملوك أوروبا وأمراؤها وعظماؤها وعلماؤها وأدباؤها، وأبرزهم أوجينى إمبراطورة فرنسا، وفرنتز جوزيف إمبراطور النمسا، وفردريك ويلهلم ولى عهد التاج البروسى وقرينته ابنة الملكة فكتوريا
وستكون الاحتفالية بمثابة رسالة سلام إلى كل شعوب العالم من بلد فجر الضمير بأنها ليست آمنة فقط مصداقًا لقول يوسف الصديق “أدخلوا مصر إن شاء الله أمنين” بل رسالة من خلال القوى الناعمة المتمثلة فى الآثار والحضارة المصرية بأن العالم يجب أن يجتمع على أسس البناء لا الهدم وأسس الالتقاء والحوار لا التفرقة والتشرذم
ويجيب الدكتور ريحان على التساؤل المطروح حاليًا هل افتتاح المتحف الكبير يؤثر على زيارة المتحف المصرى بالتحرير؟ بأن رسالة المتاحف هي رسالة ثقافية تعليمية ترفيهية ولكل متحف تفرّد وبصمة خاصة سواءً في الموقع أو المبنى المتحفى نفسه ونوعية المعروضات وطريقة العرض المتحفى
وأوضح أن المتحف المصري بالتحرير هو المبنى الوحيد في العالم الذي صمم ليكون متحفًا للآثار ويضم حاليًا أكثر من 100 ألف قطعة أثرية وتم ضم المتحف للقائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي باليونسكو فبراير 2025 ضمن 33 موقعًا مصريًا بالقائمة التمهيدية للتراث العالمي.
أنشأ المتحف المهندس الفرنسي مارسيل دورنون بعد اجتيازه مسابقة عالمية شارك فيها 87 تصميم وافتتح في 15 نوفمبر 1902 في عهد الخديوى عباس حلمي الثاني وبذلك يعتبر المتحف المصري أول متحف في العالم مخصص للحضارة المصرية القديمة
وأكد الدكتور ريحان أن معايير تسجيل ممتلك تراث عالمى ثقافى باليونسكو تنطبق على مبنى المتحف المصرى بالتحرير ليكون الممتلك الثقافي السابع لمصر المسجل تراث عالمى ثقافى باليونسكو بعد آخر ممتلك ثقافى تم تسجيله عام 2002 وهى مدينة سانت كاترين خاصة المعيارين الرابع والسادس وهي الممتلكات المتميزة والنادرة التي لها طراز تقليدي أو شخصية معمارية معينة أو تعبر عن طريقة ما في البناء والممتلكات المرتبطة بأحداث تاريخية هامة
ونوه الدكتور ريحان إلى أن المتحف المصرى بالتحرير بالإضافة لتفرده كمبنى معمارى متميز يتفرّد أيضًا بقطع أثرية نادرة معروفة على مستوى العالم ويأتي الزوار خصيصًا لمشاهدتها ومنها تمثال الملك خفرع (خع اف رع) من حجر الديوريت أصلب أنواع الأحجار وكان يستخدم في قطع الجرانيت وهو أشهر تمثال في العالم تم اكتشافه في معبد الوادي لهرم خفرع بالجيزة ويصور التمثال الملك جالسا على كرسي العرش المرتفع والمدعم بأسدين على جانبيه وهناك نقش منحوت بارز يرمز إلى توحيد القطرين وخلف غطاء الرأس لهذا التمثال الصقر حورس إله السماء يرتكز خلف العرش ويحمى الملك بجناحيه وقد تم اختيار هذا التمثال ليكون لوجو المتحف المصرى بالتحرير
وكذلك تمثال “كا عبر” المسمى “شیخ البلد ” والذي اكتشف في سقارة بواسطة مارييت بالقرب من هرم “أوسركاف” وهذا التمثال للكاهن المعلم المسمى “كا عبر”، وعند اكتشافه كان عمال مارييت مذهولين بالتشابه الكبير بينه وبين عمدة قريتهم الملقب بشيخ البلد فأطلق عليه شيخ البلد، وتمثال خوفو (خنم خواف وى) الموجود بالمتحف والمصنوع من العاج واكتشفه العالم الإنجليزي “بتري” في أبيدوس مع أجزاء من التماثيل الخشبية من نفس الفترة، وتمثال “رع حتب ونفرت” ويعتبر هذا التمثال أجمل تمثال في العالم صنع من الحجر الجيري الملون واكتشف في ميدوم بواسطة مارييت عام 1871 في مصطبة “رع حوتب ونفرت” ويمثل التمثال رع حوتب وزوجته نفرت ويؤرخ للدولة القديمة نهاية الأسرة الرابعة
وتمثال القزم سنب وزوجته وأولاده المصنوعان من الحجر الجيري الملون وعثر عليهما داخل ناووس صغير من الحجر الجيري يرجع إلى الأسرة الرابعة وفي التمثال تظهر زوجة سنب امرأة طبيعية وليست قزم وتقوم بوضع يديها على كتفه دليل على الحب والرضا وهذا يؤكد عدم وجود عنصرية عند المصري القديم.
وكذلك رأس الملكة حتشبسوت المصنوعة من الجرانيت وترجع إلى الأسرة الثامنة عشرة “دولة حديثة” وعثر عليها في معبد الدير البحري وتزدهر السياحة الثقافية بألمانيا كلها لوجود رأس أحد ملكات مصر وهى نفرتيتى بمتحف برلين الجديد والمؤمن عليها بمبلغ 390 مليون دولار أمريكى