من سلطنة عمّان إلى العالم: محاضرة علمية تُعيد تعريف أخلاقيات العلم
من سلطنة عمّان إلى العالم: محاضرة علمية تُعيد تعريف أخلاقيات العلم
كتب ا. د. وائل بدوى
في إطار فعاليات المؤتمر الدولي للكرسي العالمي لليونسكو في أخلاقيات البيولوجيا، أُلقيت من العاصمة الأردنية عمّان محاضرة علمية عميقة وعابرة للحدود، تناولت التحديات الأخلاقية الجديدة التي تفرضها التغيرات السريعة في مجالات الطب الحيوي والتكنولوجيا الجينية. جاءت هذه المحاضرة بمثابة وقفة فكرية تأملية، جمعت بين العمق الأكاديمي والإحساس الإنساني بالمسؤولية، لتؤكد أن الأخلاق لا تعرف جغرافيا، بل تتجلى حيثما وُجد الضمير العلمي.
الحديث الذي جاء من عمّان لم يكن مجرد عرض نظري، بل حوار متكامل فتح نوافذ جديدة حول العلاقة بين التقاليد الثقافية العربية والنقاشات الأخلاقية العالمية. إذ سلطت المحاضرة الضوء على أهمية التوازن بين الهوية المحلية والمرجعية الإنسانية المشتركة، في تناول قضايا مثل الهندسة الوراثية، الخصوصية الجينية، وحقوق المرضى في البيئات ذات الخصوصية الدينية والاجتماعية.
لقد عكست المحاضرة الاستاذه الدكتوره / البروفسور فريال خميس مستوى علميًا رفيعًا، وأظهرت كيف يمكن للمنطقة العربية أن تُسهم، لا كمُتلقي، بل كمُنتج للمعرفة الأخلاقية، خاصة عندما يكون الخطاب العلمي مشبعًا بروح التعددية والانفتاح.
شكر وتقدير للكرسي العالمي لأخلاقيات البيولوجيا
وفي هذا المقام، لا بد من توجيه الشكر والتقدير لـ الكرسي العالمي لليونسكو في أخلاقيات البيولوجيا، الذي أتاح هذا المنبر العلمي الحر، وجعل من الفضاء الأكاديمي مكانًا للتمازج الثقافي والحوار البناء. فجهوده المستمرة في دعم المبادرات البحثية، وتشجيع تبادل الخبرات بين الشمال والجنوب، تُعدّ نموذجًا يحتذى به في العمل البحثي متعدد الأطراف.
إن إشراك عمّان في هذه الفعالية لم يكن مجرد تنويع جغرافي، بل رسالة واضحة بأن قضايا أخلاقيات العلم تخصنا جميعًا، وأن الفكر العربي قادر على المساهمة الفاعلة في بناء معايير عالمية أكثر عدلاً وإنصافًا للإنسان أينما كان.
