
افتتاح مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية: تجسيد للتلاقي الثقافي والفني
كتب ا. د. وائل بدوى
استُهلّ مساء الأمس فعاليات مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية في دورته السنوية، الذي يقام هذا العام في الفترة من ٢٦ إلى ٣٠ مايو، ليُعزز من جسور التواصل بين الثقافة السينمائية المصرية والعالم الفرنكوفوني. حضور رسميّ وشعبيّ لافت شهدته في مكتبة مصر الجديده، بحضور عدد من رموز الفن والصحافة والثقافة والإعلام.
يتولى رئاسة المهرجان هذا العام الكاتب والناقد السينمائي د. ياسر محب، الذي أكد في كلمة الافتتاح على ضرورة تبنّي الفضاء السينمائي كمنصة للتلاقي الفكري بين الشعوب، مشددًا على عمق الروابط التي تجمع مصر بدول العالم الفرنكوفوني، سواء عبر اللغة أو التاريخ أو القيم المشتركة.
تضمن حفل الافتتاح عرض فيلم افتتاحي عن سيده الغناء العربى لمرور ٥٠ عام ومشاركه موسيقيين من فرقتها الموسيقيه. أعقبه فقرة تكريم تثمينًا للإسهامات البارزة لصناع السينما من الجيلين القديم والشاب. وقدم تم تكريم الممثله ليلى علوى والأستاذ محمد سلماوي والاحتفال بعيد ميلاده الذى تزامن مع يوم الافتتاح.
كما يشمل جدول المهرجان عروضًا لأفلام روائية ووثائقية قصيرة وطويلة، إلى جانب سلسلة ندواتٍ وحواراتٍ تُناقش فيها أحدث اتجاهات السينما الرقمية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي في صناعة الفيلم، ودور المرأة في السينما الفرنكوفونية، ومسارات الاندماج الثقافي.
واستحوذ الذكاء الاصطناعى علي مسابقه خاصه بأفلام الذكاء الاصطناعى والتى يترأس لجنه التحكيم الاستاذ عمرو قورة المنتج السينمائي الدرامي المصري المعروف
من أبرز ما يميز الدورة الحالية هو إشراك المؤسسات الأكاديمية في فعاليات المهرجان. كما ضمت لجان التحكيم أسماء أكاديمية متخصصة في التقنيات الرقمية والسينما، ما يعكس توجهًا رائدًا نحو دمج البحث العلمي مع الممارسة الفنية.
ولم يغفل المهرجان عن الشباب؛ فقد شاركت مبادرة استاند باى ايه اى للمخرج احمد عبد العليم والتى تضم شباب وطلاب الإعلاميين، تنوع التجارب وروح الحماس التي يحملها جيل جديد من صناع الأفلام. كما شجّع المهرجان المشاركات الطلابية من جميع الجامعات، من خلال ورش عمل ومسابقات نجوم المستقبل.
يُقدّم مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية في دورته الحالية منبراً فريداً للتبادل الثقافي والإبداعي بين مصر والعالم الفرنكوفوني، مؤكّدًا مرةً أخرى على قدرة السينما على تجاوز الحواجز اللغوية والجغرافية.
ومع ختام حفل الافتتاح، تتفتح أمام الجمهور ثلاثة أيام من عروضٍ متميزة، وحواراتٍ ثرية، ولقاءاتٍ توثّق العلاقات الفنية، لتجعل من القاهرة عاصمةً سينمائية تحتضن فنًّا بلا حدود.