تكنولوجيا

فقاعة الذكاء الاصطناعي: هل الأرباح مجرد سراب؟ والرئيس الأمريكي يطلق مبادرة تعليمية جديدة

فقاعة الذكاء الاصطناعي: هل الأرباح مجرد سراب؟ والرئيس الأمريكي يطلق مبادرة تعليمية جديدة

كتب ا. د. وائل بدوى

في قلب الضوضاء العالمية حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، يبدأ طيفٌ من القلق يلوح في الأفق. على الجانب أحد، يحذّر خبراء من أن استثمار الشركات الكبرى في الذكاء الاصطناعي قد لا يُترجم إلى أرباح حقيقية—بل ربما نكون أمام فقاعة اقتصادية قد تنفجر—, بينما على الجانب الآخر يطلق الرئيس الأمريكي مبادرة جديدة لتأهيل شباب المستقبل في هذا القطاع سريع النمو.

في تقرير سابق لـCNN، تناول مؤشرات على أنّ الاستثمار الضخم في مجال الذكاء الاصطناعي لم يولّد إيرادات ملموسة حتى الآن. رغم أن الشركات أنفقت مليارات الدولارات على مراكز البيانات وتحديث بنيتها التحتية، تظل عائدات الذكاء الاصطناعي ضعيفة مقارنة بهذا الإنفاق، مما دفع المحللين إلى القول: “هل بات الذكاء الاصطناعي مكانًا للجني السريع للأرباح؟ أم أنه مجرد بريق مؤقت يصعب تحقيق مردود حقيقي منه؟”  .

الميزة المقلقة أن هذه الاستثمارات ضخمة، لكن ما تزال العوائد مؤجلة. بعض محللي وول ستريت شككوا في قدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج ربح فعلي خلال السنوات القليلة القادمة، ما أثار قلقًا بين المستثمرين حول صحة هذا التوجه.

من تقرير معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) استُخلص أن 95% من مشاريع الشركات باستخدام الذكاء الاصطناعي لم تحقق عائدًا فعليًا، رغم استثمار ما بين 30 إلى 40 مليار دولار في مجالات الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI)  . وتشير البيانات إلى أن السبب ليس ضعف التقنية، بل سوء تخطيط الاستخدام والتكامل.

هذا الأساس يثير أسئلة جدية حول ما إذا كنا نشهد فقاعة مشابهة لما حدث في فقاعة الإنترنت في بداية الألفية، حيث ضخ السوق آلاف الشركات الناشئة بدون بنيان ربح حقيقي.

وسط هذه المخاوف، أعلنت السيدة الأولى ميلانيا ترامب اليوم عن إطلاق “تحدي الذكاء الاصطناعي الرئاسي”، وهو مبادرة وطنية موجهة لجميع مراحل التعليم (K–12)، تهدف إلى تحفيز الابتكار والتعليم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي  .

تشمل المبادرة:

  • فتح باب التسجيل عبر الموقع الرسمي للاختيار والحسابات الفدرالية.
  • مسابقات محلية وإقليمية تنتهي بمسابقة وطنية في البيت الأبيض.
  • جوائز تصل إلى 10,000 دولار، وشهادات تكريم وأدوات تعليمية سحابية  .
  • تسريع تنفيذها بناءً على أوامر تنفيذية صدرت في أبريل الماضي لتعزيز تعليم الذكاء الاصطناعي بين الشباب  .

المغزى: المقاربة ليست فقط التكنولوجيا أو الأرباح، بل بناء جيل قادر على الاستخدام الواعي والمسؤول للذكاء الاصطناعي.

نحو توازن بين الحذر والإنماء

المحور

الرسالة الأساسية

فقاعة الاستثمار

استثمار هائل مقابل مردود ضئيل حتى الآن؛ يثير شكوكًا حول اقتصاد الذكاء الاصطناعي.

مخاطر جني الأرباح

الاستخدام غير الفعّال هو العقبة، وليس التقنية نفسها.

الرد الحكومي الأمريكي

الاستثمار في تعليم الشباب يتفادى الأزمة بتوجيه التكنولوجيا لصالح المجتمع.

 

نفخ فقاعة التكنولوجيا لا يقتصر على المدى الاقتصادي، بل قد يقود إلى تراجع ثقة الجمهور والمستثمرين. ولكن، عبر مؤسسات قوية تدعم التعليم المنتج، يمكن تحويل هذه القفزة التقنية إلى محفزٍ حقيقي للنمو المستدام.

المنهج الذكي في الاستثمار ليس تعطيل التكنولوجيا، بل توظيفها بحكمة. دعم الشباب المبكر هو المفتاح لتحويل القفزات التقنية إلى قفزات نحو المستقبل، لا مجرد فقاعات تتبخر فوق السطح.

تم نسخ الرابط بنجاح!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى