تكنولوجيا

مصر تتقدم 46 مركزًا في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي: نحو مستقبل رقمي واعد

مصر تتقدم 46 مركزًا في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي: نحو مستقبل رقمي واعد

كتب د. وائل بدوى

حققت مصر قفزة نوعية في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي، حيث تقدمت 46 مركزًا خلال خمس سنوات، لتعكس بذلك جهودًا متواصلة وخطوات مدروسة نحو تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة الخدمات الحكومية، وتعزيز التحول الرقمي في مختلف القطاعات.

مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي هو أحد المؤشرات العالمية المهمة، الذي يقيس مدى استعداد الدول لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات العامة. ويهدف هذا المؤشر إلى تقييم مدى قدرة الحكومات على توظيف هذه التقنيات الحديثة في تطوير الأداء الحكومي، وتحقيق الاستجابة السريعة لاحتياجات المواطنين، بما يسهم في رفع جودة الحياة، وتحسين الخدمات العامة.

وفقًا لأحدث تقرير صادر عن المؤشر، تقدمت مصر من المركز 111 عالميًا في عام 2019، إلى المركز 65 في عام 2024، وهو ما يعكس تحسنًا ملموسًا في البنية التحتية الرقمية، والقدرة المؤسسية للحكومة على الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين.

هذا الإنجاز يعكس توجه الدولة المصرية نحو تعزيز التحول الرقمي، وتبني أحدث التقنيات في العمل الحكومي، وهو جزء من رؤية “مصر 2030”، التي تهدف إلى بناء اقتصاد رقمي قوي، وتعزيز الابتكار في مختلف المجالات. فقد أولت الحكومة اهتمامًا كبيرًا بملف الذكاء الاصطناعي، من خلال إطلاق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، وتأسيس المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى إدخال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العديد من القطاعات، مثل الصحة، والتعليم، والنقل، والخدمات الحكومية.

الارتقاء في هذا المؤشر لم يكن مجرد نتيجة لخطط مكتوبة، بل هو ثمرة جهود عملية شملت تطوير البنية التحتية التكنولوجية، وتحسين القدرات الرقمية لموظفي الجهاز الإداري، إلى جانب إطلاق منصات إلكترونية لتسهيل تقديم الخدمات الحكومية، مثل منصة مصر الرقمية، التي تتيح للمواطنين إجراء العديد من الخدمات إلكترونيًا دون الحاجة للذهاب إلى المصالح الحكومية.

كما جاء هذا التقدم انعكاسًا لتبني الحكومة المصرية حلول الذكاء الاصطناعي في تحسين الخدمات، مثل تطوير أنظمة إلكترونية ذكية لتلقي شكاوى المواطنين، وأخرى لرصد المخالفات المرورية، ومتابعة أداء الجهات الحكومية، مما أدى إلى زيادة سرعة الاستجابة، ورفع كفاءة العمل الحكومي.

المؤشر يعكس أيضًا إدراك الحكومة لأهمية بناء الكوادر البشرية القادرة على التعامل مع هذه التقنيات، فقد تم إطلاق العديد من المبادرات لتدريب الشباب على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع شركات عالمية مثل مايكروسوفت، وجوجل، وهو ما يخلق جيلاً جديدًا مؤهلًا لقيادة عملية التحول الرقمي.

التقدم 46 مركزًا في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي، ليس مجرد رقم في تقرير دولي، بل هو شهادة دولية على نجاح مصر في السير بخطوات ثابتة نحو المستقبل الرقمي، وهو ما يعزز مكانتها إقليميًا ودوليًا، ويدعم ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري، باعتباره اقتصادًا يتبنى التكنولوجيا والابتكار كركيزة أساسية للنمو.

هذا الإنجاز يؤكد أن الدولة المصرية ماضية في تحقيق رؤيتها للتحول إلى حكومة رقمية ذكية، تضع المواطن في قلب اهتمامها، وتوفر له خدمات ميسرة، بأعلى درجات الجودة والكفاءة.

تم نسخ الرابط بنجاح!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى