تكنولوجيا

مؤتمر IC-FTAI’2025: “أسطح تتصرّف كمرآة للموجات الكهرومغناطيسية”… نحو هندسة جديدة للفضاء الإلكتروني

 مؤتمر IC-FTAI’2025: “أسطح تتصرّف كمرآة للموجات الكهرومغناطيسية”… نحو هندسة جديدة للفضاء الإلكتروني

كتب ا  د  وائل بدوى

واصل مؤتمر IC-FTAI’2025 في يومه الأول تقديم نخبة من العلماء العالميين الذين يسهمون في تشكيل مستقبل الاتصالات والتقنيات الكهرومغناطيسية. وكان المتحدث الرابع هو البروفيسور قمر حمد الله عباس، أحد أبرز الباحثين عالميًا في هندسة sensing والذكاء الكهرومغناطيسي، ومدير مركز Communication Sensing and Imaging (CSI Hub) بجامعة جلاسجو.

قدم البروفيسور عباس محاضرة متقدمة بعنوان:

“Surfaces that can Act as Mirrors for Electromagnetic Waves”

والتي تناول فيها أحدث الابتكارات في تصميم الأسطح الذكية والمواد الميتا (Metasurfaces) التي تُعيد تشكيل طريقة تفاعل الموجات الكهرومغناطيسية مع البيئة.

مكانة علمية راسخة… وصوت مؤثر في سياسات التكنولوجيا

يُعرف البروفيسور عباس—كما يوضح ملف المؤتمر—بأنه أحد القادة العلميين الذين يجمعون بين:

  • البحث الأكاديمي
  • الهندسة التطبيقية
  • والعمل الاستشاري للحكومة البريطانية في سياسات الابتكار
    يمتلك أكثر من 500 بحث علمي منشور، ويدير مشروعات بحثية تموّلها جهات دولية بقيمة تتجاوز 13 مليون جنيه إسترليني.
    كما يشغل مناصب دولية في معايير IEEE، ويدعم تطوير تقنيات الاتصالات المستدامة والبنى الذكية في المدن والأنظمة الصحية.  

جوهر المحاضرة: عندما تتحول الأسطح إلى “مرآة هندسية” للموجات

استعرض البروفيسور عباس أحدث ما وصلت إليه علوم الإلكترومغناطيسية في تحويل الأسطح التقليدية إلى أنظمة ذكية قادرة على:

  • عكس الإشارات بطريقة مُتحكّم بها
  • تعزيز التغطية اللاسلكية
  • تقليل الفقد الإشعاعي
  • توجيه الموجات لتعزيز جودة الاتصال

كان تركيزه الأساسي على الأسطح الميتا (Metasurfaces) التي تُهندَس على مستوى النانومتر لتعيد تشكيل الموجات الكهرومغناطيسية وكأنها “مرآة قابلة للبرمجة”.

كيف تعمل هذه الأسطح؟

أوضح المتحدث أن هذه الأسطح ليست مرايا عادية، بل هي أنظمة:

  • تحتوي على وحدات micro-resonators
  • تعيد تشكيل المجال الكهرومغناطيسي
  • تستجيب للبيئة في الزمن الحقيقي
  • يمكن برمجتها بواسطة الذكاء الاصطناعي

تطبيقات واسعة… من 6G إلى الرعاية الصحية

سلّط البروفيسور عباس الضوء على مجموعة واسعة من التطبيقات، ومنها:

1. شبكات الجيل السادس 6G

تُمكّن هذه الأسطح من تعزيز الاتصالات التيراهيرتز، وزيادة كفاءة نقل البيانات، وتوسيع تغطية الهوائيات.

2. الرادارات الذكية

تساعد هذه التقنية على تحسين:

  • اكتشاف الأجسام
  • تتبع الحركة
  • تحسين حساسية الاستشعار في أنظمة الأمن والمطارات

3. الصحة الرقمية

يمكن للأسطح الذكية أن توجّه الموجات داخل جسم الإنسان لتحسين تقنيات التصوير الطبي غير المتوغّلة.

4. إنترنت الأشياء والسّيبر فيزيائية Cyber-physical Systems

تفتح المجال لإنشاء بيئات يمكنها إعادة تشكيل موجاتها تلقائيًا لتقليل التشويش وزيادة كفاءة التشغيل.

التحديات… الطريق ليس سهلاً

ناقش البروفيسور تحديات أربعة محورية:

  • الدقة النانوية في التصنيع
  • توفير الطاقة لأنظمة إعادة التشكيل
  • التكامل مع البنى التحتية القائمة
  • المعايير الدولية التي يجب تطويرها

وأشار إلى أن السنوات الخمس القادمة ستكون حاسمة في تحديد قدرة هذه التقنيات على دخول الاستخدام التجاري واسع النطاق.

تفاعل الحضور: انبهار بتكنولوجيا “السطح الذكي”

شهدت الجلسة نقاشًا معمّقًا حول:

  • مستقبل الشبكات فائقة الذكاء
  • إمكانية دمج الأسطح الميتا في المباني المصرية الذكية
  • دور AI في تحسين مرونة عمل هذه الأسطح

وأكّد المتحدث أن مصر تمتلك كوادر علمية قادرة على قيادة أبحاث متقدمة في هذا المجال إذا توفّر الدعم الصناعي والجامعي المناسب.

ختام: الموجات الكهرومغناطيسية تدخل عصر “الأسطح المثقَّفة”

أنهى البروفيسور عباس محاضرته بتأكيد أن المستقبل القريب سيشهد بيئات تتفاعل فيها الجدران والأسقف والأجهزة مع الموجات بذكاء كامل، مما سيُغيّر جذريًا أنظمة الاتصالات، الأمن، الرعاية الصحية، وحتى تصميم المدن.

تم نسخ الرابط بنجاح!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى