IC-FTAI’2025: الطاقة النووية كركيزة للاستدامة ورؤية مصر المستقبلي

IC-FTAI’2025: الطاقة النووية كركيزة للاستدامة ورؤية مصر المستقبلي
كتب ا. د. وائل بدوى
جاءت محاضرة الدكتور الاستشاري حسن الشوباشي — رئيس قسم الميكاترونكس بالمعهد العالي للهندسة والتكنولوجيا بالإسكندرية — كأحد أهم محاضرات اليوم الثالث من مؤتمر IC-FTAI’2025، خصوصًا أنها تناولت مشروعًا يُعدّ من أكبر المشروعات الاستراتيجية في تاريخ مصر الحديث: محطة الضبعة النووية، ودورها في تشكيل مستقبل التنمية المستدامة ضمن رؤية مصر 2030.
وقد حملت محاضرته عنوانًا لافتًا:
“محطة الضبعة النووية كأيقونة لمستقبل مستدام لرؤية مصر 2030”.
المحاضرة لم تكن عرضًا تقنيًا فحسب، بل كانت قراءة شاملة لمسار دولة كاملة تتطلع لبناء اقتصاد طاقة حديث، مستقل، وآمن.

الضبعة… بين العلم والسيادة الوطنية
بدأ د. حسن حديثه بالتأكيد على أن الطاقة النووية ليست مجرد مشروع هندسي،
بل قرار سيادي واقتصادي يعيد صياغة علاقة مصر بالطاقة لعقود قادمة.


فالضبعة — كما أوضح — ليست محطة واحدة، بل بداية عصر جديد يُدمج فيه:
- التكنولوجيا النووية المتقدمة،
- معايير السلامة العالمية،
- الإدارة الذكية للطاقة،
- وأهداف الاستدامة الوطنية.
وأشار إلى أن وجود شريك تقني عالمي في المشروع يمنح مصر فرصة ذهبية لتوطين المعرفة النووية عبر التدريب ونقل التكنولوجيا.
الاستدامة… جوهر المشروع
استعرض د. حسن الشوباشي كيف تندرج محطة الضبعة مباشرة تحت أهداف رؤية مصر 2030، خصوصًا في محاور:
- تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
- خفض الانبعاثات الكربونية ودعم التزامات مصر المناخية.
- تعزيز أمن الطاقة وزيادة الإنتاج الكهربائي المستقر دون تأثر بالأحوال الجوية.
- توفير طاقة نظيفة تُسهِم في تشغيل الصناعات الثقيلة والتوسع العمراني.
وأوضح أن الطاقة النووية تُعد من أكثر مصادر الطاقة كفاءةً من حيث الانبعاثات، وهو ما يجعل الضبعة عنصرًا محوريًا في معادلة التحول الأخضر.
الدور الهندسي والتكنولوجي للمشروع
ركّزت المحاضرة على الجانب الهندسي، خصوصًا التقنيات المستخدمة لضمان:
- أعلى مستويات السلامة النووية،
- الأنظمة الإلكترونية للتحكم الآني،
- البرمجيات المدمجة ذات الاعتمادية العالية،
- دمج عناصر الميكاترونكس في التشغيل،
- ونظم الاستشعار المتقدمة لمتابعة كل تفصيلة في بيئة العمل.
كما شدّد د. حسن على أن جيل المهندسين الشباب سيجد في المشروع مدرسة واقعية لتطبيق أحدث التقنيات في الروبوتات، التحكم، الأتمتة، والذكاء الاصطناعي.
البعد الاقتصادي… ما وراء الطاقة
لم يقف د. حسن عند حدود إنتاج الكهرباء، بل أوضح أن المشروع سيقود إلى:
- نمو صناعات مكملة
- فتح مسارات جديدة للبحث العلمي
- خلق فرص عمل عالية التخصص
- تعزيز التصنيف الائتماني لمصر في مجال الطاقة
- وتحسين جاذبية الاستثمار الصناعي
كما تناول التأثير الإيجابي على شبكة الكهرباء القومية، وقدرتها على استيعاب توسعات المدن الذكية والمشروعات الضخمة.
رسالة المحاضرة
اختتم د. حسن الشوباشي كلمته برسالة واضحة:
الضبعة ليست مشروعًا نوويًا فقط… بل مشروع “مستقبل”.
مستقبلٌ يعتمد على العلم، والتكنولوجيا، والاستدامة، ويضع مصر في موقع متقدم داخل مشهد الطاقة العالمي.
جاءت كلمة د. حسن في المؤتمر لتؤكد أن مصر تتحرك بثقة نحو بناء منظومة طاقة حديثة،
وأن محطة الضبعة النووية ليست نهاية الطريق، بل بداية رحلة طويلة لبناء اقتصاد قائم على المعرفة، التكنولوجيا، والاستدامة.
لقد كانت محاضرته واحدة من أكثر المحاضرات اتساقًا مع رؤية المؤتمر،
وجسدت كيف يلتقي الهندسي بالوطني، والتقني بالاستراتيجي، في مشروع واحد سيغير وجه الطاقة في مصر لعقود قادمة.



