مشاركة فاعلة لمجلس بحوث الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في ملتقى “أخلاقيات العلوم والثقافة في عالم متغير” بمكتبة الإسكندرية

مشاركة فاعلة لمجلس بحوث الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في ملتقى “أخلاقيات العلوم والثقافة في عالم متغير” بمكتبة الإسكندرية
كتب ا. د. وائل بدوى
شهدت فعاليات ملتقى “أخلاقيات العلوم والثقافة في عالم متغير”، الذي استضافته مكتبة الإسكندرية يوم الاثنين 4 أغسطس 2025، حضورًا مميزًا لمجلس بحوث الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، الذي شارك بطرح رؤى متقدمة حول القضايا الأخلاقية المرتبطة بالتحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، وأمن البيانات، وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة في المجتمع.
جاءت مشاركة المجلس في إطار رسالته الرامية إلى دمج الأبعاد الأخلاقية في مسيرة التطور التكنولوجي، وضمان أن يكون الابتكار الرقمي أداة لخدمة الإنسان وحماية حقوقه، لا مجرد إنجاز تقني منفصل عن القيم.
في كلمته الافتتاحية، شدد أ.د. أحمد الشربيني على أن الثورة الرقمية والطفرة في الذكاء الاصطناعي والاتصالات الحديثة تفرض علينا إعادة صياغة منظومة القيم المصاحبة للتطور التكنولوجي. وأكد أن التحول الرقمي الناجح لا يُقاس فقط بسرعة الشبكات أو قوة المعالجات، بل بقدرة المؤسسات والمجتمعات على دمج المعايير الأخلاقية في التصميم والتنفيذ والاستخدام.
كما طرح مفهوم “المسؤولية الرقمية” كإطار عمل يضمن الشفافية، وحماية الخصوصية، ومكافحة الانحياز الخوارزمي، وحماية التنوع الثقافي في بيئة الإنترنت.
خلال جلسة “أخلاقيات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات”، التي أدارها أ.د. أحمد الشريني – أستاذ نظم وشبكات الاتصالات بجامعة القاهرة ومقرر مجلس بحوث الاتصالات – ناقش الحضور التحديات الأخلاقية في تصميم وتشغيل الأنظمة الرقمية، مع التأكيد على ضرورة تضمين معايير الحوكمة المسؤولة منذ مرحلة التخطيط التقني.
إلى جانب المحاضرة الافتتاحية، قدّم أعضاء المجلس مداخلات مهمة في جلسة “أخلاقيات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات”، تناولت قضايا متعددة:
- أ.د. وائل بدوي: أستاذ الذكاء الاصطناعي، عرض رؤيته حول أخلاقيات النماذج الذكية، وكيفية الحد من الانحياز الخوارزمي وضمان عدالة الوصول إلى خدمات الذكاء الاصطناعي.
- أ.د. محمد خليف: خبير التحول الرقمي، تناول أخلاقيات الاتصالات والمعلومات في المجال الثقافي، موضحًا ضرورة حماية التنوع المعرفي في بيئة الإنترنت.
- أ.د. إيمان مصطفى: أستاذ نظم المعلومات بجامعة زويل، ناقشت التوازن بين الابتكار والمسؤولية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي بالمجال الطبي، خاصة في تشخيص الأمراض ومعالجة البيانات الصحية.
وقد أكد المتحدثون من المجلس أن التطورات السريعة في مجالات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية، وتطبيقات النانو، تفرض ضرورة وضع سياسات واضحة للشفافية، والخصوصية، والمساءلة، باعتبارها ركائز أساسية للثقة المجتمعية في التكنولوجيا. ومن خلال مداخلاتهم، شدد ممثلو المجلس على أن أخلاقيات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ليست ترفًا فكريًا، بل شرطًا أساسيًا لاستدامة الابتكار. وأوصوا بإنشاء “سلالم نضج أخلاقي” للمشروعات الرقمية، على غرار سلالم النضج التكنولوجي، بحيث يتم تقييم المشروعات وفق معايير واضحة للشفافية، وحماية البيانات، والمسؤولية الاجتماعية.
كما دعا المجلس إلى تعزيز الشراكات بين الجامعات، ومراكز البحث، والشركات التقنية، لوضع أطر موحدة للأخلاقيات الرقمية في مصر والمنطقة العربية، مع الاهتمام بتدريب الكوادر البحثية على تطبيق هذه المعايير عمليًا.
أثبتت مشاركة مجلس بحوث الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الملتقى أن البعد الأخلاقي للتكنولوجيا لم يعد خيارًا، بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من معادلة الابتكار. ومن المتوقع أن تسهم هذه الرؤى في صياغة سياسات وطنية تضمن أن يبقى التطور التكنولوجي متسقًا مع قيم المجتمع وحقوق الأفراد.