استاذ دكتور ميشال ضاهر… عندما يلتقي الطب بالأخلاق على منصة الفكر
استاذ دكتور ميشال ضاهر… عندما يلتقي الطب بالأخلاق على منصة الفكر
محاضرة علمية تعيد ضبط البوصلة الأخلاقية للممارسة الطبية
في زمن تتسارع فيه الابتكارات الطبية وتتشابك فيه التحديات الأخلاقية مع التقدم العلمي، جاءت محاضرة البروفيسور ميشال ضاهر، التي قُدّمت ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للكرسي العالمي لليونسكو في أخلاقيات البيولوجيا، لتشكل لحظة تأمل إنساني وفكري نادرة.
بصوت هادئ ونبرة واثقة، قاد ضاهر الحاضرين في رحلة فكرية تساءلت بصدق: إلى أين تتجه المهنة الطبية إذا غابت عنها الروح الأخلاقية؟
الطب ليس مهنة فقط… بل رسالة
استعرض البروفيسور ضاهر التحديات التي تواجه الأطباء والباحثين اليوم، حيث لم يعد التقدم العلمي وحده كافيًا ليحكم على مدى نجاح الطب أو فشله، بل بات من الضروري أن يُقاس أيضًا بمدى احترامه للكرامة الإنسانية، ووعيه بتعقيد السياقات الثقافية والدينية التي يعمل فيها.
أشار في محاضرته إلى أن “المعرفة وحدها لا تكفي، بل لا بد من الحكمة، والرحمة، والبصيرة الأخلاقية”. وتناول أمثلة حقيقية من الواقع الطبي العربي والدولي، حيث يتحول القرار العلاجي أحيانًا إلى مفترق طرق بين الحياة والموت، بين ما هو قانوني وما هو إنساني.
دعوة لتعليم الأخلاق لا تلقينها
من أبرز ما جاء في محاضرة ميشال ضاهر، تلك الدعوة الجريئة إلى إعادة النظر في كيفية تدريس الأخلاقيات الطبية. فبدلًا من الاقتصار على المواد النظرية، دعا إلى إدماج الأخلاق في صلب التجربة الطبية منذ السنوات الدراسية الأولى، بل في لحظات التواصل مع المرضى، والعمل الجماعي، ومواجهة الأزمات.
وأكد أن على الجامعات أن تُربّي الطبيب، لا أن تدرّبه فقط، وأن تجعل من الأخلاق أداة ممارسة لا مجرد مادة اختبار.
تحية للكرسي العالمي لليونسكو في أخلاقيات البيولوجيا
في ختام محاضرته، وجّه البروفيسور ضاهر شكره العميق إلى الكرسي العالمي لليونسكو في أخلاقيات البيولوجيا، مشيدًا بدوره الرائد في فتح فضاءات فكرية حرة ومحايدة، تجمع بين الشرق والغرب، وتسمح لأصوات متميزة من مختلف الخلفيات أن تتلاقى في حوار إنساني جامع.
ومن جهتنا، نُثمّن هذه المبادرة العلمية التي جمعت أسماء فكرية وإنسانية مؤثرة، وجعلت من المؤتمر منصة لتقاطع الفكر، وتلاقح التجارب، وإعادة وضع القيم في قلب العلم.
