تكنولوجيا

المتحدث الرئيسي الأول في مؤتمر IC-FTAI’2025: قراءة في رؤية رائدة لسُلّم الذكاء الاصطناعي

المتحدث الرئيسي الأول في مؤتمر IC-FTAI’2025: قراءة في رؤية رائدة لسُلّم الذكاء الاصطناعي

كتب ا  د  وائل بدوى

تفتتح مدينة الإسكندرية واحدًا من أهم مؤتمرات الاتصالات والذكاء الاصطناعي في المنطقة، وهو المؤتمر الدولي للاتصالات المستقبلية والذكاء الاصطناعي IC-FTAI’2025، الذي يستضيفه فندق توليب رويال في الفترة من 24 إلى 26 نوفمبر 2025. وفي اليوم الأول، وبعد كلمة الترحيب والافتتاح التي ألقاها رئيس المؤتمر البروفيسور ياسر مدني، جاء الظهور الأول للمتحدث الرئيسي الأول، البروفيسور صباح محمد من جامعة ليكهد في كندا، ليضع الإطار الفكري والعلمي الذي ينطلق منه المؤتمر لهذا العام.

“سُلّم الذكاء الاصطناعي” … عنوان يفتح أبواب المستقبل

حملت الكلمة الرئيسية الأولى عنوان “Understanding the Artificial Intelligence Ladder”، وهو عنوان ذو دلالة عميقة يعكس رحلة صعود متدرّجة نحو ذكاء اصطناعي أكثر نضجًا واتساعًا.

أوضح البروفيسور صباح أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجموعة أدوات أو خوارزميات تعمل في الخلفية، بل أصبح نظامًا بيئيًا كاملاً يتطلب نضجًا مؤسسيًا، ووعيًا تشغيليًا، وبُنى رقمية قادرة على التكيف مع بيئات واسعة ومعقدة.

مستويات السُّلّم… من النظرية إلى التطبيقات عالية المخاطر

استعرض المتحدث مراحل هذا “السُّلّم” بدءًا من:

  1. مرحلة البيانات: حيث تُبنى الثقة في جودة البيانات، وتنقية مصادرها، وإرساء أسس الحوكمة.
  2. مرحلة الأنظمة الذكية: التي تعتمد على خوارزميات قادرة على التعلم في بيئات غير مؤكدة وعالية الاتصال.
  3. مرحلة التكامل العميق: حيث يصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا من البنية التشغيلية للمؤسسات، وخاصة في قطاعات مثل الصحة والنقل والاتصالات.
  4. مرحلة الذكاء الموزّع والتعاوني: والتي تمثل قمة السُّلّم، حيث تتفاعل الأنظمة الذكية مع بعضها في فضاءات معقدة وقابلة للتطور الذاتي.

وأشار إلى أن الطريق إلى أعلى السُّلّم يتطلب أطرًا تنظيمية ومعايير أخلاقية تضمن الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، خاصة مع توسّع التطبيقات الطبية واللوجستية وأنظمة الحوكمة الرقمية.

رسالة للباحثين: “لن نصعد السُّلّم إذا انشغلنا بالدرجات الأولى فقط”

وجّه البروفيسور صباح رسالة للباحثين الشباب المشاركين في المؤتمر، مؤكدًا أن مستقبل الذكاء الاصطناعي لا يعتمد على خوارزمية واحدة أو نموذج واحد، بل على القدرة على بناء منظومة متكاملة من:

  • المعرفة العلمية
  • بنية البيانات
  • استراتيجيات التطوير
  • ووعي أخلاقي وتنظيمي

وأضاف أن المؤسسات التي لا تتبنّى هذا النمو الشامل ستظل عالقة في “الدرجات الأولى” من السُّلّم، بينما يتقدّم العالم نحو نماذج أكثر قدرة على التعلم الذاتي والتشغيل في بيئات غير متوقعة.

انعكاس الكلمة على أعمال المؤتمر

تبرز أهمية هذه الكلمة كونها تمهيدًا مباشرًا لجدول المؤتمر الغني، والذي يضم أكثر من خمسين ورقة بحثية في مجالات الذكاء الاصطناعي، الحوسبة، الروبوتات، الاتصالات، الأنظمة المدمجة، والطاقة الذكية. وتأتي كلمة البروفيسور صباح لتؤسس إطارًا فكريًا واحدًا يربط بين هذه المحاور، ويؤكد أن التحول القادم في التكنولوجيا يعتمد على النمو التشاركي بين الإنسان والآلة، وليس على التفوّق التقني وحده.

ختام

قدّم البروفيسور صباح محمد في كلمته الأولى ركيزة أساسية لفهم اتجاهات الذكاء الاصطناعي الحديثة، واضعًا الحضور أمام مسؤولية التفكير في كيفية الصعود المنهجي والآمن في سُلّم الذكاء الاصطناعي.

وبذلك، جاء افتتاح المؤتمر محمّلًا برؤية عميقة، تعكس طموح المجتمع العلمي في مصر والمنطقة إلى مواكبة أعلى المستويات العالمية في صناعة المستقبل الرقمي.

تم نسخ الرابط بنجاح!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى